الأربعاء 24 أكتوبر 2018
12:48 م
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء .
يسجل الأهلي هدفا لوليد سليمان فتشعر وكأن المباراة سهلة للغاية ياتي في مرماك هدف فتشعر بصعوبة في التنفس ويمتد القلق إلي داخلك وتعبث الأفكار الشيطانية بأن الخروج أت لا محالة فتري الأمور خارج نطاقها الصحيح ، فلا المباراة والبطولة الأفريقية سهلة ولا هي صعبة المراس كدوري أبطال أوربا ..أهلا بكم في رحلة جديدة داخل عقل كارتيرون.
إدارة سيئة من باتريس كارتيرون ، لا نعني بأنه كان غير موجود ولكن كانت هناك عدة عناصر يمكن معالجتها بشكل أفضل مما ظهر عليه الأهلي خاصة في توقيت التغييرات ولكن قبل أن نبدأ في سرد ذلك عليك أولا أن تعرف من خصوم كارتيرون.
أرض الملعب .. لا أعرف ونحن في قرن جديد مازال الإتحاد الأفريقي يترك ملاعبا من عشب إصطناعي ( ترتان ) يلعب عليها كرة القدم رغم خطورة ذلك علي الأداء الفني لكرة القدم عموما ، كيف يتم تطوير ملاعب في أدغال أفريقيا ولا تزال فرق جزائرية تلعب علي ترتان فهو خطر علي لاعبيها أكثر من المنافسين بحكم إستمرارهم في اللعب عليه لفترات ، وليد سليمان واحدا ممن يعانون في اللعب علي تلك الأرضية بسبب مشاكل في الركبة.
التحكيم .. أنت تحكم علي حكم المباراة بعد إنتهائها وليس قبلها ، صحيح أن فيكتور جوميز لم يرضخ لمحاولات لاعبي سطيف في محاولة الحصول علي ركلات جزاء ، ولكنه كان عاملا مساعدا في إدخال الفريق الجزائري لأرض الملعب في الإلتحامات في الشوط الأول وإن كان تحسن كثيرا في الشوط الثاني ، من حظ الأهلي أن الحكم الزامبي الذي قاد مباراة الترجي وأول أغسطس لم يكن موجودا في ملعب سطيف.
الإصابات .. أحمد فتحي وسعد سمير والسولية وعاشور ( مبدئيا نتحدث عن 35% من الفريق ) يلعب وهو غير مكتمل الجاهزية الفنية والبدنية بسبب إصابات وتأهيل لم يكتمل بعد إذا أضفت لهم إصابة إسلام محارب التي أبقت علي حمودي لبعض الوقت ثم إصابة أزارو والتي لم يكن قادر علي إنهاء المباراة وظل واقفا بسبب إستنفاذ الأهلي لتغييراته.
الإنذارات .. أنت تتذكر موقف الإتحاد الأفريقي الذي أوقف شريف إكرامي لحديثه مع عامل الإسعاف ، لنا أن نتخيل أن مجرد حديث قد يوقف لاعبا أساسيا في الفريق وربما إثنين قبل المحطة النهائية وفي ظل العوامل الماضية سيصبح من الممكن أن تلعب بمصطفي كمال حارسا للمرمي وبمحمد يوسف في مركزي قلب الدفاع والساعد الأيسر
كيف تعامل كارتيرون مع مباراة كرة القدم؟
إذا تحدثنا عن الجانب الفني فلن يحصل علي درجة المقبول ولكن إذا وضعت العناصر السابقة ستجد أنه تعامل بشكل يقترب من الجيد وكاد ينتهي بإمتياز إذا نجح الفريق في الحفاظ علي الفوز أو أتي التعادل من خلال تفوق للاعبي سطيف وليس لإستهتار من الشناوي أو بسبب عدم جاهزية سعد سمير .
أحيانا ما يلجأ المحلل إلي إستكشاف عناصر أخري غير فنية إذا كانت تلك العوامل هي المؤثرة والحاسمة في شكل الفريق وهذا ما حدث بالأمس.
أحمد حمودي .. أحد العناصر التي تعاني دفاعيا ولكن من غير المعقول أن تلعب بهاني أو بميدو جابر ( العائد من إصابة طويلة ( منذ البداية أمام فتحي علي سبيل المثال لإن ذلك يفقد الأهلي فرصة التحول الهجومي ، في نفس الوقت فاللعب بهشام محمد بجوار السولية وعاشور وإن كنت أراه منطقيا إلا إنه بالنظر إلي طريقة رشيد الطاووسي بالإعتماد علي الأطراف ستجبر الطرف الأيمن الهجومي للأهلي علي التراجع أيضا وبالتالي تفقد أيضا فرصتك في التحول وستعطي المنافس فرصة في زيادة الضغط علي مرماك دون أن تمتلك فرص أو شبه فرصة لتهديد مرماه.
حمودي أهدر أسهل فرص اللقاء ، بالطبع فرصة تبدو سهلة جدا ولكن لو لعبت كرة القدم ستجد أن الحل الوحيد الذي كان يجب علي حمودي إتباعه هو إيقاف الكرة أو تهيئتها لنفسه في إتجاه أخر ، حارس سطيف قام بفرد ذراعيه وجسده وأغلق المرمي تماما أمام حمودي والذي لم يكن يملك فرصة أو الثقة لتعديل وضعية جسده ، لا يمكن مقارنة تلك الفرصة بفرصة أزارو مثلا في مباراة الذهاب.
تعليمات كارتيرون والتي أكدت ما قاله قبل المباراة عن أنه حذر اللاعبين من الإعتراض علي التحكيم أو الإحتكاك حول منطقة الجزاء فسر ضغط الأهلي السلبي أثناء المباراة ومحاولة إجبار لاعبي سطيف علي التمرير الخاطىء في العمق أو توجهيه اللاعبين نحو الأطراف والإستفادة من عدم وجود أطوال للاعبي سطيف بإستثناء بوقلمونة في وجود الشناوي وساليف كوليبالي.
مؤمن زكريا وناصر ماهر .. ذكرت فقط لك لاعبان مقيدان في القائمة الأفريقية وغير مصابان بإصابات بدنية ولكنهما يعانيا من عدم التركيز في كرة القدم ، يكفي أن تتخيل وضعية الأهلي إذا كان هذان اللاعبان موجودان في الجزائر.
ناصر كان سيكون بديلا علي الأقل لوليد سليمان ، مؤمن كان سيكون مفيدا دفاعيا عن حمودي ، ناصر كان يمكن أن يلعب مع وليد سليمان ويبقي مؤمن وحمودي علي دكة البدلاء ، ناصر ومؤمن وسليمان في الطبيعي كان سيشكلوا الثلاثي خلف أزارو ويبقي حمودي ومحارب علي دكة البدلاء ، خيارات كثيرة يوفرها لاعبان ينقصهما فقط أن يتذكرا أنهما لاعبي كرة قدم ( قصدت الإستدلال بلاعبين غير مصابين ).
في ظل كل ما سبق تتضح الصورة كاملة ، أن كارتيرون قرر أن يتعامل مع كافة الظروف ( ارض الملعب والاصابات والإنذارات والتحكيم ) إضافة إلي تراخي وإبتعاد بعض لاعبيه عن التركيز، فحاول ألا يخسر أي شىء وإن خسر شيئا واحدا ستكون نتيجة المباراة والتي تؤهله للصعود إلي المباراة النهائية .
هل هناك شيئا فنيا يمكن الحديث عنه؟
بالطبع .. لا زال وسط الأهلي خاصة لا يجيد عملية التحول في المباريات الخارجية ، لازال عاشور والسولية يبالغا في تمرير الكرة في عمق الملعب أثناء سيطرتهم علي الكرة وبالتالي تتم إجهاض عملية التحول التي يمكن أن تكون متنفسا وسلاحا ضاربا لأيا من منافسي الأهلي خارج وداخل أرضه.
أخيرا .. بعد إهتزاز مستوي تريكة في 2012 عاد ليقدم أداء أسطوريا في 2013 ، وليد سليمان لم يكن مستواه مهتزا قبل ذلك ولكنه عاد ليقدم الأداء الأسطوري ويصبح حاسما في مباريات للأهلي ، كل هذا سهل ، لكن أن تتأقلم علي مكان جديد في ذلك السن هو الأمر الأسطوري بحق.
للتواصل مع الكاتب عبر..
فيسبوك.. اضغط هنا
تويتر.. اضغط هنا