الأربعاء 3 أكتوبر 2018
01:27 م
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
هل تتذكر تلك الزوبعة التي أثيرت حول قرعة دور الثمانية وخطأ الإتحاد الافريقي في سحب إسم وفاق سطيف منافسا للأهلي في دور الثمانية ثم حدث التراجع أو بالأدق تم تصحيح الأمر المغلوط بمواجهة حوريا للأهلي وقتها قيل أن الأهلي أفلت من ملاقاة وفاق سطيف العنيد ، إلا أن فوز الفريقين جعلهما يتواجهان في الدور قبل النهائي وهنا شاهد الجميع أن الأهلي بات فريقا صعب المراس بل وقادر علي أن يظهر فريقا مثل وفاق سطيف بشكل متواضع.
سطيف لعب بشكل هجومي في بعض الفترات أمس وحاول تنفيذ ضغطا عاليا علي الأهلي لمنعه من بناء الهجمة ، حدث ذلك أيضا في بعض الأوقات في مباراة الفريق الجزائري أمام الوداد المغربي بالمغرب ، رشيد الطاووسي لم يعتمد فكرة الدفاع المتكتل بالخلف وشن مرتدات فقط ولكنه حاول علي فترات شن غزوات وإمتلاك الكرة علي الوداد.
ربما هذا يعطينا إنطباعا أن الفريق الجزائري يرغب في الهجوم أو أنه فريقا هجوميا بإمتياز ، إلا أن الواقع يقول أن ذلك هو السبيل الوحيد لجعل سطيف منافسا في المباراة فالفريق يمتلك خط دفاع ضعيف مكن الوداد من شن هجمات أشبه بأهداف أزارو التي أضاعها أمس ولكن من قبل ويليام جيبور.. الفارق الوحيد أن دفاع سطيف كان متقدما أكثر من اللازم أمام الأهلي.
لماذا تحرك خط دفاع وفاق سطيف عشرة ياردات من منطقة الجزاء؟
يمكنك أن ترجع هذا إلي عدة عوامل أبرزها محاولة جعل الفريق compact متقدما إلي الأمام مستغلا لعب المباراة في أجواء أشبه بالعزاء في ظل عدم وجود جماهير للأهلي لظروف أمنية
لكن تلك الياردات جعلت الأهلي متفوقا بسبب إمتلاكه فرصة إرسال كرات عرضية لأزارو خلف دفاع سطيف ومن ثم نقل الهجمة دون أزمة إلي الثلث الأخير في الملعب.
ربما كانت أقل مباريات وليد سليمان التي ظهر فيها صانعا للألعاب فظهر أشبه بـshadow striker يتحرك دوما حول أزارو ويستفيد من التمركز المثالي لحمودي بين خطي دفاع ووسط سطيف وهذا ما طلبته في تحليل الأهلي وحوريا كوناكري الأخير.
حمودي يدخل للعمق ويتسلم الكرة من عاشور أو هشام محمد مع إنطلاق فتحي للأمام ، يجد لنفسه المساحة ثم يرسل عرضية متقنة فعلها مرتين أحرز منها وليد سليمان الهدف الاول وإحتسبت أخري علي أزارو تسلل ..هذا ما رأيته ولكن كيف تخلق المساحة؟
يميل وفاق سطيف دفاعيا إلي 6-3-1 وبالتالي يصبح الاختراق من العمق مستحيل ولكن هذا يعني أن المساحات في منتصف الملعب أكبر إذا لم تكن الرقابة الفردية متقنة وهذا ما حدث مع حمودي.
وليد سليمان كي يساعد في صناعة المساحة يذهب بعيدا إلي النصف الأيسر من الملعب وبالتالي يأخذ معه رقيبه ، أزارو أيضا يذهب للمساك الأيمن لسطيف وبالتالي يميل أكبر كم من لاعبي الوفاق في الجهة اليسري من الملعب في مقابل 3 ضد 3 في النصف الأيمن.
مع إنطلاق فتحي ودخول حمودي وخدعة التمرير لفتحي ثم الدخول بالكرة للعمق وإرسال عرضية عند نقطة ركلة الجزاء يصبح من المستحيل صعود حارس سطيف ولإن الكرة بالقدم العكسية تذهب إلي أقصي الجهة اليسري فإن إحتمالية نجاح دفاع سطيف في الحصول علي الكرة تصبح أقل.
في مران ما قبل المباراة قام كارتيرون بتدريب خاص علي إرسال العرضيات وهو ما أتي ثماره ، اللعبة رغم أنها بسيطة للغاية إلا أن التدريب عليها بشكل فعال أتي بثماره.
كما بدأ وفاق سطيف الشوط الاول بشكل هجومي بدأ الشوط الثاني كذلك ، خط وسط ودفاع الأهلي لم يدخل في إلتحامات مباشرة.. لماذا؟
في ظل حالة الإصابات والإجهاد الكبيرة يصبح من اللا ذكاء أن تنال إنذارا أخر وبالتالي يتم حرمان الفريق من أحد اللاعبين وأنت مقبل علي مباراة العودة ومن ثم النهائي وبالتالي إكتفي الأهلي برقابة المساحات علي أن يذهب هشام محمد لمعاونة عاشور أثناء الصراع علي الكرة ، إتاحة الفرصة لوفاق للهروب من مكان عاشور والذهاب إلي منطقة هشام ولكن علي ألا يتم ذلك بإتقان وبالتالي يتم قطع الكرات ( حمودي ومحارب شاركا في التغطية الحادة لوسط الملعب مع إرتكازي الوسط ).
في الوقت الذي كانت فيه الجبهة اليمني لسطيف ( اليسري للاهلي ) هي الأنشط هجوميا قام كارتيرون بتغير أراه غير منطقي بخروج حمودي ودخول أكرم توفيق ، الحالة الوحيدة التي يكون فيها هذا مقبولا هو أن حمودي غير قادر علي إكمال المباراة.
ظلت ثغرة الجبهة اليسري للأهلي واضحة حتي دخل مؤمن زكريا بديلا لعاشور ( المصاب ) ، ولكن زادت خطورة الأهلي هجوميا في الربع ساعة الأخير الذي تفنن لاعبيه في إهدار الفرص دون داعي.
صلاح محسن بديلا لوليد سليمان ..أمرا طبيعيا ولكنك لم تستفد بهذا التغيير فكان واجبا وضع اللاعبين علي أطراف الملعب خلف ظهيري الجنب خاصة مع إعتماد سطيف علي 4-1-4-1 بشكل هجومي بحت في الشوط الثاني.
إهدار هذا الكم من الفرص الذي كان كفيا بإنهاء الحسم فعليا من القاهرة هو ما جعلك تظن أن وفاق سطيف فريق ضعيف ، ولكن كما ذكرت إعتماد أسلوب لعب بعيدا عن الـpositional play التي يجعل المنافس أكثر كثافة في المناطق الدفاعية لمواجهة هجومك المكثف مع تقدم دفاع سطيف أفاد الأهلي كثيرا ، عكس ما قام به الوداد في المغرب بمحاصرة سطيف حول منطقة الجزاء.
أخيرا.. في كرة القدم تحتاج أحيانا إلي التعقيد وأحيانا تلجأ إلي السهل الممتنع ، ورغم سهولته الشديدة إلا أن تنفيذه يحتاج إلي إتقان.
شاهد الجرافيك التالي
للتواصل مع الكاتب عبر..
فيسبوك.. اضغط هنا
تويتر.. اضغط هنا