الإثنين 22 مايو 2017
10:27 ص
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء .
قبل مباراة زاناكو تم تحليل الفريق ( هناك من جعله قويا وهناك من أعطي حجمه الطبيعي ) بعد المباراة ظهر الفريق بشكل جيد .. هل معني ذلك أن تلك هي حقيقته أم أن الأهلي كان بعيدا عما يقدمه وما هي نقطة الضعف التي ظهرت في أداء الفريق .
امام الشرقية في الدوري تأكد الأمر ( الأهلي يمر بمرحلة إنعدام وزن) تم شرح أسبابها خارج الملعب في تحليل سابق ولكن الحقيقة أن الأهلي أكد أن زاناكو ليس مرعبا كما الشرقية وكما القطن أيضا .
الفريق الكاميروني ظهر أيضا متماسكا لحد ما أمام الوداد المغربي حتي لحظة تسجيل ويليام جبور هدف التقدم فباتت المباراة أسهل للوداد ولكن قبل ذلك الأمر كان متوازنا بإستثناء بعض اللحظات .
هل تذكر كيف واجه البدري بيدفست في جنوب أفريقيا ؟ مينكرو فعل نفس الشىء أمام الوداد .
الفريق يعتمد علي 4-4-2 ..داودا حارسا للمرمي أمامه الربعاي من اليمين بيترويبا ومبيمبي وايوندي وماكاتي ثم ثنائي الارتكاز مفوندو وبيلامبو وجناحين يسارا سوليماني ويمينا هارونا ورأسي حربة داودا كاميلو ورونالد نجاه.
لازالت الفرق الأفريقية غير جيدة في الدفاع وعندما تلعب خارج أرضها تحاول قدر الإمكان أن تحول اللعبة من دفاع واضح إلي ضغط يجهض الهجمة في مهدها ولكن الضغط يجابهه مهارات من فرق شمال أفريقا خاصة فالحل وضع زيادة في وسط الملعب عن طريق المهاجمين .. شاهد الصورة:
وضع الرقم صفر في خطة الفريق تكتيكيا ( أي بدون رأسي حربة ) بمعني أدق يبتعد رأسي الحربة رونالد وكاميللو عن الضغط علي قلبي دفاع الوداد ويحاولا فقط منع الكرة من الوصول إلي ثنائي وسط الوداد مع مراقبة شديدة من قبل أجنحة القطن لظهيري الوداد وبالتالي يصبح الحل الوحيد إرسال كرات طويلة.. شاهد الفيديو التالي
عموتة مدرب الوداد لم يلجأ لحلول المدربين بسقوط أحد الإرتكازين بين قلبي الدفاع وتنفيذ فكرة 3+7 وبالتالي ظهر القطن ناجحا في تنفيذ فكرته إلا في حالات محددة .
نعرف الهجوم والهجوم المرتد ..امام الفرق مثل القطن وبيدفست وزاناكو لا أبالغ إن قلت أن ذلك ينجح أيضا أمام أي فريق re counter attack .
لو نجح فريق القطن في قطع الكرات في وسط الملعب نتيجة لتواجد عدد كبير من اللاعبين في تلك المنطقة ( مرحلة الإنكماش ) ثم يبدأ تمدد الفريق بصعود الأجنحة إلي أطراف الملعب ..هنا تظهر نقطة ضعف الفريق أو بالأدق يفقد تنظيمه الذي يعالج به نقطة ضعفه ( الدفاع ) .
ما كان يفتقده الأهلي أمام زاناكو لا بد أن يستعيده أمام القطن تماما مثلما حدث للفريق في الكونغو قبل أربعة مواسم أمام ليوباردز في لقاء إنتهي بفوز الأهلي بهدف وليد سليمان ( الغائب عن مباراة الغد ) ..التحول السريع أثناء قطع الكرة .
فضلا عن أن الفريق الكاميروني يفقد تنظيمه إذا تم تنفيذ ال re counter attack بدقه فإن هناك بالأساس إرتكازي وسط ( مفوندو وبيلامبو ) يركضان فقط في وسط الملعب دون توزيع أدوار ..أما عن الضغط فهناك فاصل زمني يجعل اللاعبين يصلا دائما بعد إستلام المنافس للكرات وبالتالي تنتقل الكرات بسهولة من الوسط للهجوم .
فكرة أخري ظهرت أمام الوداد .. هروب جبور للخلف وإن ظهر معه رقيبه ستتكشف المساحات أكثر في منطقة الدفاع .
أهم شىء يقوم به حسام البدري أن يجعل أيا من الأجنحة أو لاعبي الإرتكاز يصعدون خلف الهجمة حول منطقة الجزاء بمعني أوضح لو أن الهجمة في الناحية اليسري للاهلي علي الجناح الأيمن أن يظهر علي قوس منطقة الجزاء ويذهب رأس الحربة إلي القائم البعيد والجناح الأيسر عند القريب ويا حبذا لو لعب الأهلي بثنائي رأس حربة بخطة 4-4-2 بشكل صريح منذ البداية ..شاهد الفيديو التالي الذي يوضح أخطاء لاعبي القطن الكاميروني:
لماذا يجب أن يلعب الأهلي بثنائي هجومي ؟
خطة اللعب تجبرك علي اللعب بأسلوب معين في بعض الأوقات عندما تكون غير متمرسا علي كل خباياها و4-4-2 تجبرك علي إستخدام الأجنحة والكرات العرضية ولكن الأهلي يحتاج في تلك المباراة إلي أفكار مارتن يول مع توتنهام منتصف العقد الماضي ( روبي كين – كانوتيه ) .
كرة قطرية من طرف الملعب إلي عمق الدفاع الكاميروني علي حدود منطقة الجزاء يصنع المهاجم ( الطويل ) الهدف برأسه إلي قدم زميله الأكثر سرعة نحو المرمي ..هدف جبور الأول نموذجا لذلك .
أجاي ظهر بعيدا عن مستواه في الفترة الماضية كجناح ولكنك يمكنك الإستفاده به بشكل مختلف أمام القطن بتوظيفه متحركا حول كوليبالي لإصطياد الكرات المرسلة من الدفاع للهجوم .
عبدالله السعيد سيلعب مع معلول في نفس الجبهة بالتبادل مع مؤمن زكريا إن ظهر القطن قويا في جبهة بيترويبا وهارونا .. الأهلي لو صعد لوسط ملعب القطن لن تكون هناك مشكلة في بناء الهجمات وبالتالي لا يحتاج سوي صناعة الأهداف والطريق الأقرب لذلك علي أرضية ملعب مثل جاروا هي الكرات العرضية ( هدف أحمد حسن في 2008 ) .
مؤمن زكريا سيلعب أيضا دورا هاما كجناح أيمن في ال Extreme Pentearion Diagonal في Zone 14 من جناح علي الخط إلي قوس منطقة الجزاء وبالتالي سيصبح هناك خيارا للاعب يقوم بالتسديد أثناء إرتداد الكرات من منطقة الجزاء أو تنفيذ عملية ال cut back .. نفس الأمر يقال حول عبدالله السعيد .
لو حرص البدري ولاعبي الأهلي علي الكرة كثيرا بالتمرير العرضي المكثف ستصبح مهمة القطن أسهل فمع كل ما سبق يجب إضافة كلمة واحدة كي تصبح النتيجة إيجابية ( السرعة في تنفيذ اللعبة ).
أخيرا ..لماذا لجأت لتغيير خطة اللعب الأن ؟ لإن ذلك سيجعل تركيز اللاعبين أعلي من المعتاد في تنفيذ مهام الخطة الجديدة (جزء لا يتجزأ من المران العقلي ) الذي يحتاجه الأهلي في هذا التوقيت.
للتواصل مع الكاتب على فيسبوك.. اضغط هنا