كرة القدم لا تعرف المستحيل.. من الدنمارك إلى كوت ديفوار وسيناريوهات جنونية لم تنتهِ
منتخب كوت ديفوار
كتب: مصطفى جمال
عودتنا الساحرة المستديرة على أنه يوجد مكان بها للمنطق أو المتوقع، وأن المستحيل يتحول إلى ممكن داخل المستطيل الأخضر على مدار 90 أو 120 دقيقة، وصولًا إلى ركلات الترجيح، وكانت أحد فصول سيناريوهاته الجنونية هي التي قادت منتخب كوت ديفوار، للتتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية 2023.
كان منتخب كوت ديفوار على أعتاب الخروج من البطولة مبكرًا، من مرحلة المجموعات، بعد هزيمة كارثية على أرضه ووسط جماهيره على يد غينيا الاستوائية برباعية نظيفة، وأعلن إقالة مدربه جان لويس جاسيت، وتولي مساعده إيمرس فاي منصب المدير الفني بشكل مؤقت، لكن نتائج المنافسين أعادت الأفيال لاستكمال المشوار كرابع أفضل الثوالث، ليشق طريقه نحو تحقيق لقبه الأفريقي الثالث في التاريخ.
ولم يكن منتخب كوت ديفوار أول المستفيدين من تلك السيناريوهات، التي يخدمك فيها منافسيك، أو يبتسم لك الحظ بعدما ظننت أنك لن تقف على منصة التتويج، ويمكننا أن نتذكر جيدًا ما فعله المنتخب الدنماركي في كأس الأمم الأوروبية عام 1992.
منتخب الدنمارك احتل وصافة ترتيب المجموعة الرابعة في التصفيات المؤهلة ليورو 1992، وفشل في التأهل للبطولة، لكن الحظ ابتسم له، باستبعاد منتخب يوغوسلافيا المتصدر بسبب الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة، لتتأهل كتيبة "الديناميت" إلى المسابقة القارية.
ونجح رفاق الحارس بيتر شمايكل في تحقيق المفاجأة، بعدما تأهل في وصافة المجموعة الأولى، ثم أقصى المنتخب الهولندي بركلات الترجيح في نصف النهائي، قبل أن يتوج باللقب للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه، انتصاره على المنتخب الألماني بثنائية نظيفة.
وواجه المنتخب البرتغالي، ظروفًا مشابهة في يورو 2016، لما حدث مع منتخب كوت ديفوار، بعدما احتل المركز الثالث في المجموعة السادسة، برصيد 3 نقاط، بعدما تعادل مع آيسلندا، النمسا ثم المجر، ليتأهل كثالث أفضل الثوالث، في النسخة الأولى التي يطبق بها هذا النظام.
واستفاد المنتخب البرتغالي من تطبيق قاعدة تأهل أفضل الثوالث، حيث شرق طريقه نحو النهائي بالانتصار على كرواتيا بهدف نظيف في الوقت الإضافي، ثم بولندا بركلات الترجيح، وعلى حساب ويلز بهدفين دون رد.
واستطاع رفاق كريستيانو رونالدو، حصد اللقب للمرة الأولى في تاريخهم، بفضل هدف البديل إيدير في الوقت الإضافي على حساب المنتخب الفرنسي.
وعلى الصعيد الأفريقي، حقق فريق صنداونز لقبه الأول في دوري أبطال أفريقيا، في نسخة عام 2016، بعدما ودع البطولة بشكل رسمي، على يد فريق فيتا كلوب الكونغولي الذي تفوق عليه بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض، بعد التعادل بنتيجة 2-2 في مجموع المباراتين، لكن كيف حدث ذلك؟.
منح الاتحاد الأفريقي "قبلة الحياة" لنادي صنداونز، بعدما قرر استبعاد منافسه فيتا كلوب من البطولة، بسبب إشراكه اللاعب إدريسا تراوري، بشكل مخالف بعدما كان موقوفًا عقب الدور التمهيدي، ليحل الفريق الجنوب إفريقي محله في دور المجموعات.
ونجحت كتيبة المدرب بيتسو موسيماني في الانطلاق نحو الجلوس على العرش الأفريقي لأول مرة في تاريخها، بعد الانتصار على نادي الزمالك في النهائي بنتيجة 3-1 في مجموع المباراتين.
وفي العام الماضي، استفاد النادي الأهلي المصري بسيناريو مثير في دوري أبطال أفريقيا، بعدما كان الفريق قد تعرض لهزة في النتائج بدور المجموعات، وسقط في فخ الهزيمة على يد صنداونز بخماسية مقابل هدفين.
وكان الأهلي يحتاج للفوز على القطن الكاميروني، مع خسارة أو تعادل منافسه الهلال في مواجهة صنداونز، للحفاظ على حظوظه في التأهل من دور المجموعات.
وتجنب الأهلي الخروج من دور المجموعات، بعد أن كان على بعد ثواني من ذلك، عقب احتساب ركلة جزاء لصالح الهلال السوداني ضد صنداونز، لكن أطهر الطاهر أهدر الركلة، بفضل تصدي الحارس رونوين ويليامز، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1.
ونجح الأهلي في التفوق على الهلال السوداني بالجولة الأخيرة، لينجو من فخ الوداع المبكر، وينجح في تحقيق بطولته الحادية عشر، بعدما تجاوز عقبة كلا من الرجاء، الترجي والوداد، بفضل ركلة أطهر الطاهر الضائعة، التي لن ينساها مشجعي الأحمر.
فيديو قد يعجبك: