مهارات نيجيريا أمام "جرينتا" كوت ديفوار.. ملحمة تكتيكية منتظرة في نهائي أمم أفريقيا (تحليل بالفيديو)
منتخبا كوت ديفوار ونيجيريا
كتب: محمد الحاوي
ساعات قليلة تفصلنا عن نهائي النسخة 34 من كأس الأمم الأفريقية، كوت ديفوار صاحبة الأرض والضيافة تصطدم بمنتخب نيجيريا، المتسلح بقائده الأفضل في أفريقيا، فيكتور أوسيمين.
مباراة كوت ديفوار ونيجيريا في كأس الأمم الأفريقية، تنطلق في تمام العاشرة مساء غد الأحد، على ملعب الحسن واتارا في أبيدجان.
ملحمة تكتيكية منتظرة بين الأفيال والنسور، بقيادة وطنية برتغالية خارج الخطوط، لإعلان بطل النسخة 34 لأمم أفريقيا، النجمة الحائرة بين نيجيريا (الرابعة) أو كوت ديفوار (الثالثة).
أفيال تأكل الجميع
3 مباريات لعبتها أفيال كوت ديفوار تحت قيادة جاسيت، الذي تكبد خسارتين أحدهما كارثية (0-4) أمام غينيا الاستوائية، وحقق فوزًا يتيمًا أمام غينيا بيساو، ليرحل عقب مرحلة المجموعات وقبل معرفة حظوظ الأفيال في العبور لدور الـ 16، وخلالهم لعب المدير الفني الفرنسي بطريقة 4-3-3.
بعدها قررت كوت ديفوار إسناد مهمة الانتحارية أمام السنغال إلى مدير فني وطني مؤقت، يدعى إيمرس فاي، ولكنه حدث ولا حرج جاء في حالة طوارئ، فأطاح بحاملة اللقب من ثمن النهائي، ثم أقصى مالي أحد أقوى المرشحين من دور الـ8 وبـ10 لاعبين فقط، وفي الواقع هو لم يغير الطريقة بل غير الأسماء ورفع حالة الشحن المعنوي.
كوت ديفوار التي استقبلت هدفًا أمام نيجيريا، و4 من غينيا الاستوائية، كادت أن تقع في الفخ مرتان، حيث إنها لم تبادر بالتهديف أيضًا ضد السنغال ومالي، بل كانت متأخرة بهدف وعادت للمباراة ثم فازت بركلات الجزاء، وكأنها تكرر سيناريو مرحلة المجموعات، بعدما كانت خارج البطولة بنسبة 90% ثم عادت بريمونتادا خارج التوقعات بعد هدية من المغرب.
كوت ديفوار الجديدة تحت قيادة إيمرس فاي، استحدثت سلاحًا جديدًا للانقضاض على خصومها، بالكرات الطولية سواء كانت على الأرض أو فوق الرؤوس، فكلتا الطريقتين نجحا أمام السنغال، واحدة أهدرها بيبي بعد تعملق ميندي، والثانية تحولت إلى ركلة جزاء سجلها كيسيه بنجاح.
بينما السلاح الأصيل الذي احتفظ بجوهره من انطلاقة البداية، فهو قلب الأفيال النابض، سيكو فوفانا، الذي كشر عن أنيابه في المباراة الافتتاحية أمام غينيا بيساو، وكشف عن مهارة التسديد الصاروخي، فواحدة جعلت صدى صوت العارضة يُسمع في كل أرجاء كوت ديفوار، بينما الثانية فالحارس لم يرها إلا وهي في الشباك. شاهد الهدف
عزيزي لا تمل مع فوفانا، تربو الأفيال، فحتى إذ لم يسجل، فهو يضع بصمته وقدماه لا يهدأ إلا وهما يسددان الكرة تجاه المرمى، وأمام مالي في المباراة العصيبة التي لعبتها كوت ديفوار بـ 10 لاعبين، بصم القلب النابض على الهدف الأول بكرة وصلت لأدينجرا وأسكنها الشباك، والثانية تصويبة حولها دياكيتي إلى المرمى وخطف بطاقة التأهل. شاهد الهدفين
ولأن لكل فريسة نقطة ضعف يتم اصطيادها من خلالها، غير فاي استراتيجية التعامل مع فهود الكونغو، ودفع سيباستيان هالير "العائد من الموت" في التشكيل الأساسي، وجعل من الكرات العرضية، السلاح الرئيسي لخطف بطاقة العبور، 3 محاولات بنفس الطريقة، عرضية داخل صندوق وهالير في انتظارها، واحدة منهم تكللت بهدف التأهل للنهائي التاريخي. شاهد كيف واجهت كوت ديفوار الكونغو بهالير فقط؟
السلاح الذي الذي تحمله كتيبة الأفيال على عاتقها، ليس فوفانا ولا الكرات الطولية ولا حتى القوة الفتاكة في خط الوسط ومهارات أجنحة الهجوم، وإنما في عامل الجماهير التي تحتشد في كل مباراة ولا تيأس إلا مع صافرة الحكم، وهو سبب كاف يجعل اللاعبين يبذلون أضعاف المجهود حتى لا يخذلوا العشاق الزاحفين وراء فرحة على أرضهم.
نسور تواصل التحليق
نيجيريا التي يقودها جوزيه بيسيرو، المدير الفني الأسبق للأهلي، لعب بطريقة 4-3-3 مرة واحدة فقط، في مباراته الافتتاحية بالبطولة ضد غينيا الاستوائية وتعادل (1-1) ليُغيرها بعد ذلك إلى 3-4-3، والتي خاض بها 4 مباريات وحقق الانتصار.
لا يغير كثيرًا في خطي الدفاع والوسط، بينما ثلاثية الهجوم فدائمًا فيكتور أوسيمين على رأسها، بينما ثنائية الأطراف يحدث فيها تدوير بين (أديمولا لوكمان، صامويل تشوكويزي وسيمون موسيس).
أوسيمين وحده يكفي، ربما هو سجل هدفًا واحدًا حتى الآن، إلا أن دوره التكتيكي داخل منطقة الجزاء، خاصة لقيامه بدور "المحطة" الذي يؤديه ببراعة، وهو ما ظهر في لعبة هدف التأهل أمام أنجولا، حيث استحوذ على تركيز المدافع وترك المساحة خالية أمام لوكمان. شاهد الهدف
واصل الأفضل في أفريقيا ممارسة هوايته المفضلة أمام جنوب أفريقيا، ليكون أوسيمين بطل مواجهة نصف النهائي، بداية من حصوله على ركلة جزاء بمهارة فردية، ليفك طلاسم دفاع الأولاد، ولم يكتف بذلك، فهو سجل هدف ثانٍ بتواجده في المكان المناسب كعادته، إلا أن اللعبة أُلغيت لوجود ركلة جزاء في بدايتها، لكنه لم يكل أو يمل وواصل محاولاته على مرمى البافانا بافانا خلال الأشوط الإضافية. شاهد تألق أوسيمين
التفاهم بين الخط الأمامي، والتحرك الجيد وسط مدافعي الخصم كان له دورًا في لعبة الهدف الثاني أمام الكاميرون، حيث تحرك لوكمان بمنتهى الحرية داخل الصندوق، بعدما قرر التمريرة المفتاحية ثم ذهب ليأخذ مكانه وانتظر العرضية وأسكنها الشباك بمنتهى الحرية. شاهد الهدف
تنوع ومهارة لاعبي الهجوم لدى نيجيريا هو الذي يُصعب دائمًا المهمة على دفاع الخصوم، خاصة وأنهم يجيدون استغلال المساحات الصغيرة، كذلك كثيري الحركة داخل الصندوق مما يجعلهم في أوقات كثيرة خاليون من الرقابة.
الأرقام دائمًا ما تكون خير دليل بشأن أي معادلة، والكم الرهيب الذي وصل به منتخب نيجيريا خلال 6 مباريات حتى الآن يكشف ذلك، بإجمالي 76 محاولة (22) منها على المرمى، أسفرت عن 7 أهداف.
الغريب في الأمر، أن الثغرة التي يمكن لكلا المنتخبين أن يتوغل من خلالها واحدة، وهي العمق، والتي تكبدت كوت ديفوار بسببها أهدافًا عديدة، بينما كان الطريق لمرمى نيجيريا من نفس المكان، ولكن تألق نوابيلي كان يقف أمام وصولها للشباك.
تابع بطولة أمم أفريقيا مع يلا كورة.. من هنا
تعرف على الترتيب النهائي لمجموعات أمم أفريقيا.. من هنا
تعرف على الموعد والقنوات الناقلة للمباراة النهائية.. من هنا
تعرف على الموعد والقنوات الناقلة لمباراة المركز الثالث.. من هنا
فيديو قد يعجبك: