ماضٍ بلجيكي ونزاعات مستمرة.. الكونغو الديمقراطية بلد التنوع الباحثة عن استعادة الأمجاد

تعد الكونغو الديمقراطية ثاني أكبر الدول الأفريقية من حيث المساحة، خلف الجزائر، وتحتل المركز الحادي عشر على مستوى العالم، وكانت دائمًا أحد دول القارة السمراء المميزة، بعدما حصلت على استقلالها عام 1960، بعد سنوات من السيطرة البلجيكية على أراضيها.

ثالث أكثر الدول الأفريقية من حيث عدد السكان، وأكبر الدول الناطقة باللغة الفرنسية على مستوى العالم، سيطرت على المنطقة المحيطة بمصب نهر الكونغو منذ القرن الرابع عشر إلى القرن التاسع عشر، ولكن منذ القرن التاسع عشر، بدأ استكشاف الأوروبيين لمنطقة حوض نهر الكونغو، بقيادة هنري مورتون، بإشراف من ليوبولد الثاني ملك بلجيكا.

حصل ليوبولد على ملكية منطقة الكونغو منذ عام 1885، وسماها دولة الكونغو الحرة، وأجبر سكانها عن طريق قواته العسكرية الاستعمارية على إنتاج المطاط، ومات ملايين الأهالي بسبب استغلالهم وانتشار الأوبئة، ليضطر ليوبولد في عام 1908 للتنازل عن تلك الأراضي لبلجيكا، ليصبح اسمها الكونغو البلجيكية.

الكونغو حصلت على استقلالها عن بلجيكا في 30 يونيو عام 1960، وأصبح باتريس لومومبا أول رئيس للوزراء، ثم تولى جوزيف كازافوبو منصب رئيس الجمهورية.

واعتلى موبوتو كرسي الحكم عام 1965، وغير اسم البلاد إلى زائير، واشتعلت في عصره الأزمات خاصة مع رواندا، لتؤدي لقيام الحروب على بلاده.

وبعد ذلك في عام 1997، أصبح لوران كابيلا رئيسًا للبلاد، وأعاد اسمها إلى الكونغو الديمقراطية، واستمرت الأزمات الرواندية ىالكونغولية، وأدت لحرب جديد شارك فيها 9 دول أفريقية، وأدت لوفاة 5.4 مليون نسمة، وتعرض كابيلا للاغتيال عام 2001.

ومازالت الصراعات مستمرة حتى الآن داخل الكونغو الديمقراطية، حيث في عام 2018، هاجر أكثر من 600 ألف كونغوليّ إلى الدول المجاورة، للهروب من النزاعات المسلحة في شرق ووسط البلاد.

وفي الوقت ذاته على الصعيد الكروي، امتلك منتخب الكونغو الديمقراطية تاريخًا مميزًا، منذ مشاركته في المسابقات والمباريات الدولية باسم الكونغو البلجيكية بداية من عام 1948 وحتى عام 1960.

وشارك في أول نسخة له بكأس الأمم الأفريقية باسم الكونغو ليوبولدفيل عام 1965، ثم ظهر في نسخة عام 1968 باسم الكونغو كينشاسا، وحصد اللقب على حساب غانا بهدف دون مقابل.

وحقق منتخب الكونغو الديمقراطية لقبًا ثانيًا، ولكن باسم زائير عام 1974، بعد تفوقه على المنتخب الزامبي في المباراة النهائية، ومازال يبحث عن استعادة أمجاد الماضي في البطولة القارية، بعدما كان قريبًا من ذلك في نسخة عام 2015، والتي احتل فيها المركز الثالث.

ويلتقي منتخب الكونغو الديمقراطية مع أصحاب الأرض المنتخب الإيفواري، في تمام العاشرة من مساء اليوم الأربعاء، على أرضية ملعب الحسن واتارا في أبيدجان.