"بروتوكول غير إلزامي".. هل يستطيع إمام عاشور المشاركة مع مصر رغم إصابته بارتجاج في المخ؟
إمام عاشور
كتب: محمد يسري مرشد
أعلن اتحاد الكرة مساء أمس الأربعاء، إصابة إمام عاشور، لاعب وسط النادي الأهلي ومنتخب مصر، بارتجاج في المخ خلال تدريبات الفراعنة في المعسكر المقيم في كوت ديفوار.
وقال مراسل يلا كورة إن إمام عاشور سقط على الملعب دون التحمات بعد أن حاول تسديد إحدي الكرات بضربة خلفية مزدوجة.
ارتجاج في المخ
هي من الإصابات الشائعة التي تحدث للاعبي كرة القدم ، ووفقاً لما نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فإن إصابة في الدماغ تحدث في مباراة من كل 3 مباريات.
وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention)فإن الارتجاج هو "إصابة مؤقتة في الدماغ ناجمة عن نتوء أو ضربة أو هزة في الرأس".
ويحدث الارتجاج نتيجة للصدام المباشر بجسم صلب سواء بشري (الصدام مع رأس لاعب أخر أو التعرض للضرب بالكوع أو المرفق) أو غير بشري (السقوط على الأرض أو الاصدام بأي شىء أو التعرض للقذف بالحجارة).
وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS الإنجليزية فإن أعراض الارتجاج ، قد تظهر مباشر وتتلخص في الشعور بالدوار والصداع أو فقدان الذاكرة أو عدم القدرة على الحديث أو التأخر في الكلام وقد تظهر مباشرة أو بعد عدة أيام وتستغرق عدة دقائق أو عدة أيام قبل اختفائها.
وبسبب هذه الأعراض يتم فحص المريض في البداية ثم التوجه للمستشفي للمكوث احترازيًا 24 أو 48 ساعة تحت الملاحظة.
وقال الحساب الرسمي لاتحاد الكرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه تم التعامل الفوري مع إصابة إمام عاشور عن طريق الجهاز الطبي للمنتخب بقيادة محمد أبو العلا، ثم توجه اللاعب برفقة الجهاز الطبي للمستشفى على الفور مشددًا على أن حالته الآن مستقرة وسيمكث تحت الملاحظة الطبية بالمستشفى لمدة 24 ساعة.
الفحص
يوصي الفيفا باتباع في الـ72 ساعة اللاحقة للضربة، تبدأ فور تعرض اللاعبين للاصطدام في الرأس وتتمثل في فحص المصابين للتعرف على وجود أية أعراض مثل الدوخة أو فقدان الوعي أو صعوبة في الحديث أو فقدان في الذاكرة.
وتم فحصه اللاعب باستخدام أداة تقييم الارتجاج الرياضي (SCAT 5) لتمييز الإشارات الحمراء (العلامات الخطيرة) أو البرتقالية (الأقل خطورة والتي قد تتحول لخطرة).
وتكون الاسئلة الموجهة للمصاب:
من هو منافسنا في المبارة؟
في أي شوط من المباراة؟
منذ متى نحن في الملعب؟
من سجل آخر هدف في المباراة الحالية؟
من كان منافسنا المباراة السابقة؟
هل فزنا بأخر مباراة؟
في حالة إذا كانت الإصابة أثناء اللعب ولم تظهر أية مؤشرات حمراء أو برتقالية على اللاعب بإجابته على الأسئلة بدون أي ظهور أعراض، تتم إعادته إلى الملعب ويقوم الفريق الطبي بمتابعته طوال المباراة لرصد ظهور أعراض متأخرة ويحق له المشاركة في المباريات بعد ذلك بشكل طبيعي.
وفي حالة ظهور مؤشرات حمراء أو برتقالية يتم إخراجه من الملعب وفحصه ثم نقله إلى المستشفي للملاحظة ويخضع لبروتوكول علاجي.
بروتوكول الارتجاج المتوسط - الخطر
يوصى أن يمنح المصابين راحة من 24 و48 ساعة، وبعد ذلك يخوضوا 6 مراحل للتأهيل تبدأ بتدريبات خفيفة تزداد شدتها على أن يتم إعادة فحصهم.
غير إلزامي
وتحدد لوائح فيفا معايير العودة إلى اللعب والتي تنص على أن ستة أيام هي الحد الأدنى المطلوب ، لكن هذا ليس حجرًا على الإطلاق ولا توجد عقوبة على انتهاك هذه القواعد كما فعل المغرب في روسيا.
نور الدين أمرابط نجم المغرب كان قد تعرض لارتجاج في المخ أمام إيران في كأس العالم 2018 بروسيا ولكنه لعب بعد خمسة أيام من ضد البرتغال .
ميشيل دهوخ رئيس اللجنة الطبية في الفيفا علق على حالة أمرابط وأرجعها لـ "الحرية الطبية لطبيب الفريق".
وشرح : "ليس لدى الفيفا أي سلطة على هذا الأمر، نحن نصدر المبادئ التوجيهية ولكن أطباء الفريق هم من يتخذون القرار".
حالة أخرى بطلها ساديو ماني نجم منختب السنغال في بطولة كأس الأمم الأفريقية الماضية حيث كان طبيب الأسود صاحب القرار في العودة رغم البرتوكول .
وحكى ماني "تعرضت للإصابة بارتجاج في المخ ضد كاب فيردي بكأس الأمم الأفريقية الماضية، ومارس ليفربول ضغوطًا على الاتحاد السنغالي، حيث أرسل خطابًا للفيفا، بأنني بحاجة إلى راحة لمدة خمسة أيام على الأقل، وهذا يعني أنني سأغيب عن الدور ربع النهائي ضد غينيا الاستوائية".
وأضاف: " كان على طبيب منتخبنا الوطني أيضًا اتباع هذه القواعد. وعندما أخبروني بذلك اتصلت بالمدرب وأخبرته بأن الطبيب لا يريد مني أن ألعب ولكن عليك أن تضعني في التشكيلة الأساسية، ثم اتصلت برئيس الاتحاد وأخبرته أننا بحاجة إلى اجتماع لأنه يجب أن ألعب. يمكنني أن أتخلى عن حياتي".
وأكمل: " قلت: أعلم أنه لا ينبغي لي أن ألعب، لكن دعونا نوقع عقدًا. ستكون مسؤوليتي، سأوقع. إذا مت، عليهم أن يقولوا إن ذلك خطئي، لا خطأ لأحد، ولكنهم قالوا؛ "ساديو، لا يمكنك اللعب" لكني قلت؛ "لا، لا، هذا غير وارد"، كانت الساعة حوالي الساعة الواحدة أو الثانية صباحًا، أصيب الجميع بالذعر فقلت؛ "أيها المدرب، أعلم أنك خائف أيضًا"، فقط اكتب رسالة تفيد بأنني لعبت بإرادتي في حالة وفاتي أو أي شيء يحدث، كان الجميع متوترين".
وأتم: " لم أوقع على الورقة لكنهم قالوا في النهاية؛ "لا، لا هذا غير ممكن" لكنني كنت على استعداد للقيام بذلك، فقال الطبيب؛ "حسنًا، دعونا نجري فحصًا في صباح يوم المباراة"، في الصباح، أجرينا الفحص، وأرسلناه إلى الكاف، وراجعوا الطبيب، لم يكن هناك شيء فقال الطبيب؛ "حسنًا، يمكنك اللعب، لأن رؤيتك توقع على ورقة سيكون أمرًا معقدًا بالنسبة لي أيضًا"، والحمد لله أن كل شيء سار على ما يرام".
ويلعب منتخب مصر مع الكونغو الديمقراطية في العاشرة من مساء الأحد القادم ضمن مباريات دور الـ 16 لبطولة كأس أمم أفريقيا.
فيديو قد يعجبك: