"ظل الملك" والدفاع المتقدم.. كيف لدغت الأفاعي الفراعنة بسم فيتوريا؟ (تحليل)

لم يأخذ الفراعنة حذرهم من لدغات "أفاعي المامبا"، ليسقط المنتخب المصري في فخ التعادل أمام نظيره موزمبيق بنتيجة 2-2، في بداية لم تكن متوقعة ببطولة أمم أفريقيا، حيث فاجئ فيتوريا الجميع بتغيير أفكاره داخل ملعبه، ولم يكن موقفًا في اختيار اللعب بخط دفاع متقدم، مع وضع صلاح في مركز مختلف، وإرهاق زيزو الذي عاش في "ظل الملك" طيلة المواجهة.

تغيير مركز صلاح الذي أوقف زيزو

بدأ منتخب مصر المباراة بتواجد محمد صلاح في عمق الملعب كصانع ألعاب أحيانًا، أو مهاجم متأخر مع مصطفى محمد، مع اتجاه زيزو للظهور في مرك الجناح الأيمن.

لعب "زيزو" دور الجوكر في خطة فيتوريا، لكنه عاش في "الظل" لتأدية الواجبات الدفاعية في الجبهة اليمنى مع محمد هاني، مع الدخول أحيانًا للعمق لمساعدة محمد صلاح، الذي ابتعد عن مركزه المفضل في الجناح الأيمن.

وتظهر الخريطة الحرارية تمركز صلاح في عمق الملعب، حيث كان أكثر اللاعبين صناعة للفرص بخمس مرات، لكنه في المقابل لم يكن الأخطر على المرمى، بل فقد الكرة كثيرًا، حيث تحدث من قبل في تصريحات عام 2022، عقب مواجهة نابولي في دوري أبطال أوروبا، أنه يفضل اللعب في مركز الجناح الأيمن وليس صانع الألعاب او المهاجم، ولكنه يتبع تعليمات مدربه.

وشرح صلاح الأزمة التي تواجهه عند اللعب في العمق كصانع ألعاب أو مهاجم، حيث لا يمتلك نفس القوة الجسدية أو أسلوب الاحتفاظ بالكرة بظهره، وسيحتاج للعودة إلى مركز صانع الألعاب لاستلام الكرة ثم الانطلاق بها نحو المرمى.

وفي المقابل، توضح الخريطة الحرارية لزيزو تواجده بشكل كبير في الجبهة اليمنى، كجناح على الخط، وبعد ذلك تغير مركزه في عدة مرات، حيث كان يدخل للعمق لمحاولة صناعة اللعب، كما اتجه أحيانًا للجبهة اليسرى، في ظل عدم قدرة النني وحمدي فتحي على الاختراق أو إمداد الخط الهجومي بالتمريرات في مناطق خطيرة.

لا يناسب حجازي.. فيتوريا يضرب صلابة منتخب مصر بالدفاع المتقدم

واعتمد المدرب البرتغالي روي فيتوريا على أسلوب الدفاع المتقدم، والذي لم يتناسب مع قدرات المدافع المخضرم أحمد حجازي، العائد مؤخرًا من إصابة خطيرة بقطع في الرباط الصليبي للمرة الثالثة خلال مسيرته، ولم يشارك سوى في عدد محدود من المباريات مع ناديه اتحاد جدة قبل بطولة أمم أفريقيا.

        متوسط تمركز لاعبي منتخب مصر والذي يظهر تقدم خط الدفاع

وظهر هذا الأمر بوضوح في بعض لقطات الشوط الأول، لكن سوء التصرف من جانب لاعبي موزمبيق لم يساعدهم على استغلال تلك الثغرة.

نجح منتخب موزمبيق في الشوط الثاني بتحقيق ما كان يريده، في كرة الهدف الثاني، التي تقدم فيها محمد عبدالمنعم وترك مساحة كبيرة خلفه، لم يلحق حجازي أن يقطع فيها الكرة، ليستقبل الفراعنة الهدف الثاني بشكل مفاجئ.

لم يمتلك منتخب مصر لاعب قاطع للكرات بالشكل المطلوب لتأمين الزيادة العددية الهجومية، بعدما اعتمد في النسخ الماضية على لاعبين من نوعية طارق حامد، حمدي فتحي في مركز 6 وليس دوره الحالي كلاعب 8، والذي ظهر فيه مع مارسيل كولر مدرب الأهلي بالموسم الماضي.

الأرقام تنصف مصطفى محمد.. وتظهر أزمة عرضيات منتخب مصر وتفوق موزمبيق في الكرات المشتركة

وتظهر الأرقام من موقع "سوفا سكور" إلى أن مصطفى محمد كان أكثر اللاعبين بذلاً للمجهود في لقاء الأمس، بعدما تدخل في 15 التحام، تفوق في 7 منهم، كاكثر اللاعبين فوزًا بالكرات المشتركة في اللقاء، ولكن بالنظر إلى أرقام بقية لاعبي الفراعنة يظهر فيها تفوق موزمبيق، حيث فاز حمدي فتحي بكرتين فقط من أصل 7، بينما كسب صلاح كرة مشتركة وحيدة من أصل 7 أيضًا، وحجازي كان له التفوق في 3 كرات من أصل 6.

وكان مصطفى محمد أكثر اللاعبين تسديدًا على المرمى برصيد 3 تسديدات، بينما لم يسدد أي لاعب آخر أكثر من تسديدة وحيدة، وتفوق كذلك على صعيد المراوغات الناجحة بنسبة 100% في 3 مناسبات، بالتساوي مع عمر مرموش الذي قام بثلاث مراوغات أيضًا لكن من أصل 4 محاولات بعد دخوله كبديل في الشوط الثاني.

وتوضح الأرقام دور محمد صلاح في خطة فيتوريا أمس، بصناعته لخمس فرص، وخلفه مصطفى محمد أيضًا بالتساوي مع محمد حمدي.

ولم تكن عرضيات مصر في محلها بمباراة الأمس، حيث أرسل زيزو 12 عرضية بينها 2 صحيحة فقط، بينما أرسل عمر كمال 8 عرضيات، ولكن جاءت عرضيتين فقط بشكل صحيح، وكذلك أرسل محمد حمدي 7 عرضيات واثنتين فقط بشكل سليم، بينما قام محمد هاني بعرضية صحيحة واحدة من 6 محاولات، وذلك في ظل تواجد مصطفى محمد بمنطقة الجزاء وحيدًا، وعدم تمركز تريزيجيه وحمدي فتحي في الأماكن المناسبة، مع إرسال بعض العرضيات على القائم القريب في غياب أي لاعب.

إحصائية سلبية لرباعي منتخب مصر.. وفيتوريا مطالب بالتعديل أمام غانا

واحتل لاعبو منتخب مصر قائمة الأكثر فقدًا للاستحواذ في لقاء الأمس، بالتواجد في المراكز الأربع الأولى، حيث تواجد زيزو في الصدارة بعدما فقد الاستحواذ في 19 مرة، خلفه محمد هاني 14 مرة، بينما تساوى محمد حمدي ومحمد صلاح بفقدانها بـ 12 مناسبة.

وأصبح موقف الفراعنة معقدًا إلى حد ما، بعد التعثر المبكر، لذلك سيجب على فيتوريا معالجة أخطائه، سواء بتعديل الأفكار التي قرر تطبيقها مؤخرًا في الملعب، لأنها لا تناسب مع العناصر التي قام بضمها، أو اتخاذ القرار الأسهل بتغيير بعض العناصر للظهور بشكل أفضل، وتنفيذ ما يريده المدرب البرتغالي في المباريات المقبلة خاصة مواجهة غانا الحاسمة.

أقرأ أيضًا

توقع مع يلا كورة نتائج وبطل كأس أمم أفريقيا واربح بلاي ستيشن 5 وشاشة وموبايل

"صمت واجتماع طارىء وقرار حاسم".. ماذا حدث في معسكر منتخب مصر بعد التعادل مع موزمبيق؟

مساعد كيروش ليلا كورة: منتخب مصر عقّد موقفه.. لكنه سيصل للأدوار النهائية بأمم أفريقيا

دماء وذهول وتعادل قاتل.. لقطات لم تذع من مباراة مصر وموزمبيق