"مواجهة مصيرية لمنتخب مصر".. 10 جزر يسكنها 600 ألف نسمة تفجر أولى مفاجآت أمم أفريقيا

فجرت جمهورية الرأس الأخضر (كابو فيردي) كبرى مفاجأت بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 التي تحتضنها كوت ديفوار بالفوز على منتخب غانا العريق وأحد المرشحين للفوز بالبطولة 2-1.

وحافظ منتخب كابو فيردي على سجله في المرة الرابعة التي يشارك فيها ببطولة أمم أفريقيا خاليًا من الخسارة في المباراة الافتتاحية حيث فاز مرتين وتعادل مثلهما.

جمهورية كابو فيردي أو جمهورية الرأس الأخضر تقع على بعد 570 كيلومترًا من سواحل السنغال في المحيط الأطلنطي وتتكون من 10 جزر بركانية.

وتتكون الدولة من جزر جبلية وعرة وجزر سهلية منبسطة وأهمها سانتاجو، وهي أكبر الجزر، وبها مدينة برايا العاصمة، تم اكتشفها الرحالة البرتغاليون سنة 1460م ثم احتلتها دولتهم لموقعها الممتاز وحصلت الدولة على استقلالها عام 1975.

وتعد البرتغالية اللغة الرسمية في الرأس الأخضر، هي اللغة الرسمية في حين تعتبر كريولية الرأس الأخضر اللغة الوطنية المعترف بها، والتي تتحدث بها الغالبية العظمى من السكان.

ويصل عدد سكان الرأس الأخضر إلى 600 ألف نسمة وبحسب الإحصائيات المذكورة في كتاب "حقائق العالم" فإن المهاجرين من مواطني الدولة يفوق عدد سكان مواطنيهم في الداخل وهو ما ساعد في تكوين منتخب بلادهم.

هذا التنوع القي بظلاله على تشكيل المنتخب المشارك في كأس الأمم والذي يضم 16 لاعبًا ينشطون في 16 دولة مختلفة منهم 12 لاعبًا ولدو في أوروبا .

اسم البلد تسبب قبل 11 عامًا في طلب غريب من حكومة كابو فيردي حيث طلبت في 24 أكتوبر 2013 من الأمم المتحدة وجميع الدول عدم ترجمة الاسم بلغتها الرسمية البرتغالية إلى لغات الدول المختلفة معتبرة ذلك نوعا من تغير الاسم.

وتسعى الرأس الأخضر للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على الرغم من انها جغرافيًا تتبع أفريقيا ولكنها من نفس مجموعة من الجزر المتقاربة في البحر الذي يضم جزر الكناري (جزء من إسبانيا)، وماديرا (جزء من البرتغال)، وجزر الأزور (جزء من البرتغال)، والمعروفة باسم ماكارونيزيا .

وينظر الاتحاد الأوروبي إلى الرأس الأخضر على أنه الابن المتبنى، وهناك اتفاقية تسهيل التأشيرة مع البلاد منذ عام 2008، ولديها وفد دائم للاتحاد الأوروبي في الرأس الأخضر .

بعد حصول الدولة على الاستقلال في 5 يوليو 1975 بدأت تخطوا أولى خطواتها في كرة القدم فكانت المباراة الدولية الأولى لهم أمام غينيا في مايو 1978 وانتهت بهزيمتهم بهدف نظيف قبل أن يتأسس بعد 4 سنوات اتحاداً رسميًا للكرة بالبلاد اعترف به الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 1986 وبالتبعية لم يكن مفاجئًا أن يختار القائمون على الكرة بكاب فيردي شعارًا يحوي على أسماك القرش.

صاحب المركز 73 عالميًا و14 أفريقيا - وفق آخر تصنيف لفيفا- لم يُشارك بكأس أمم أفريقيا حتى نسخة 2013 التي استضافتها دولة جنوب أفريقيا.

وهنا كانت "أسماك القرش" ـ كما يُلقب الفريق ـ تريد إيصال رسالة مفادها :"قادرون على مغادرة الأطلسي لملاعب الكرة" ليحتلوا بعدها المركز 27 عالميًا في أفضل تصنيف لهم صادر عن فيفا بفبراير 2024.

"أسماك القرش" صعدت لدور ربع النهائي قبل الخسارة أمام غانا بهدفين نظيفين لتُنهي مشاركتها التاريخية قبل أن تظهر في النسخة التالية بغينيا الاستوائية ولكن عادت للمحيط سريعًا بعد دور المجموعات لتظل 6 سنوات حتى ظهرت مجددًا في الكاميرون للمشاركة بنسخة 2021 ولكن أقصاهم منتخب السنغال من دور الـ 16 .

ولكن القروش انتقمت والتهمت النجوم السوداء الغانية الذي أنهو مشوارهم في النسخة التاريخية للبطولة لتتحول مباراتهم مع مصر في المجموعة إلى مصيرية للفراعنة الذي وقعوا في فخ التعادل مع موزمبيق.

كابو فيردي أمامهم الفرصة للصعود رسميًا من الجولة القادمة في الدربي مع موزمبيق الدولة التي تتحدث بنفس اللغة ليبقى منتخب الجولة الأخيرة هامة ومصيرية للفراعنة.