كاب فيردي.. "القروش الزرقاء" جاهزة

إذا كنت على متن طائرة بغرب قارة أفريقيا ومررت على أرخبيل مكون من عشر جزر في وسط المحيط الأطلسي ـ والأرخبيل هو مجموعة جزر متقاربة في البحر ـ فأنت أعلى واحدة من آخر الملاجي لأسماك القرش في شمال شرق المحيط الأطلسي دولة كاب فيردي ـ الرأس الأخضر ـ.

أنت الآن تتسائل عن سبب قرائتك لهذه المعلومة على موقع يهتم بالشأن الرياضي ولكن الأمر يعود إلى أن منتخب هذه الدولة يستعد لظهور رابع بكأس أمم أفريقيا وهذه المرة يتواجد بمجموعة المنتخب الوطني المصري رفقة منتخبي موزمبيق وغانا.. ربما الآن أنت مهتمًا بمعرفة المزيد عن المنتخب الذي ستختتم به مصر دور المجموعات في النسخة التي ستستضيفها كوت ديفوار من المسابقة.

الدولة التي يسكنها قرابة 600 ألف مواطن اكتشفها الإيطالي أنطونيو دي نولي - في القرن الـ15- قبل تعيينه بعد ذلك حاكمًا لها من قِبل الملك البرتغالي ألفونسو الخامس قبل أن تحصل الدولة على الاستقلال في 5 يوليو 1975.

وبدأت ـ ذات الـ 4033 كم ـ تخطوا في كرة القدم بعد ذلك خطوات ثابتة فكانت المباراة الدولية الأولى لهم أمام غينيا في مايو 1978 وانتهت بهزيمتهم بهدف نظيف قبل أن يتأسس بعد 4 سنوات اتحاداً رسميًا للكرة بالبلاد اعترف به الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 1986 وبالتبعية لم يكن مفاجئًا أن يختار القائمون على الكرة بكاب فيردي شعارًا يحوي على أسماك القرش.

صاحب المركز 73 عالميًا و14 أفريقيا - وفق آخر تصنيف لفيفا- لم يُشارك بكأس آمم أفريقيا حتى نسخة 2013 التي استضافتها دولة جنوب أفريقيا. وهنا كانت "أسماك القرش" ـ كما يُلقب الفريق ـ تريد إيصال رسالة مفادها :"قادرون على مغادرة الأطلسي لملاعب الكرة" ليحتلوا بعدها المركز 27 عالميًا في أفضل تصنيف لهم صادر عن فيفا بفبراير 2024.

"أسماك القرش" صعدت لدور ربع النهائي قبل الخسارة أمام غانا بهدفين نظيفين لتُنهي مشاركتها التاريخية قبل أن تظهر في النسخة التالية بغينيا الاستوائية ولكن عادت للمحيط سريعًا بعد دور المجموعات لتظل 6 سنوات حتى ظهرت مجددًا في الكاميرون للمشاركة بنسخة 2021 ولكن أقصاهم منتخب السنغال الذي يبعد عن سواحل كاب فيردي 570 كم من دور الـ 16 ليتمنوا نسخة مثل المشاركة الأولى حين يتواجدون بنسخة 2023 في كوت ديفوار.

ماريو سيميدو، رئيس اتحاد كاب فيردي، قال في تصريحات خاصة ليلا كورة عن مشاركتهم الرابعة المرتقبة:"لدينا الحظوظ في التأهل بأمم أفريقيا المجموعة صعبة جدًا، ولكن كل المنتخبات تملك فرصة العبور للمرحلة المقبلة وجاهزون".

كتيبة المدرب الوطني بيدرو بريتو "بوبيستا تضم 26 لاعبًا منهم 25 لاعبًا محترفًا بـ 17 دوريًا حول العالم على رأسهم البرتغال البلد الذي يتحدث مواطني كاب فيردي لغتها من واقع الاحتلال ولكنها ليست الوحيدة فهناك محترفين آخرين بإيطاليا ـ بلد المستشكف ـ فرنسا، سلوفاكيا، أيرلندا، أمريكا، الإمارات، السعودية، قبرص، أذربيجان، مولدوفا، هولندا، روسيا، تركيا، قبرص، إسبانيا والنمسا.

ولعل أبرزهم دجانيني تفاريس ـ 32 عامًا ـ مهاجم نادي الفتح السعودي، الذي تم استبعاده للإصابة، ريان مينديز ـ 33 عاماً ـ جناح فريق فاتح قرة جمرك التركي، وهو اللاعب الأكثر ظهورًا مع "القروش الزرقاء" بواقع 69 مباراة وحارس المرمى جوسيمار دياز "فوزينيا ـ 37 عامًا ـ قائد المنتخب الذي شارك في 63 مباراة، والمحترف في صفوف ترنتشين السلوفاكي.

هذا بجانب اللاعب الحالي بصفوف رايو فايكانو الإسباني والأسبق بصفوف مانشستر يونايتد وقت السير فيرجسون ـ تياجو مانويل دياس كوريا (بيبي) ـ 33 عاماً، وجوفاني كابرال ـ 25 عاماً ـ جناح فريق ساليرنيتانا الإيطالي ومدافع تولوز الفرنسي لوجان كوستا ـ 22 عاماً ـ الأغلى قيمة سوقية بمنتخب بلاده بـ 5 ملايين يورو ومهاجم إستوريل برايا البرتغالي المُعار لصفوف بنفيكا البرتغالي بنشيمول ـ 22 عاماً ـ وغيرهم.