حكايات كأس الأمم.. لقب وحيد لـ "صقور الجديان" كان ثمنه أراضي سودانية

أرض أفريقيا حاضنة دائما للحكايات الغريبة في كرة القدم مثلما أنها أرضا خصبة للمواهب ومصدر لا غنى عنه لملاعب القارة العجوز عبر التاريخ، فكثير من أساطير الأندية الأوربية خلال العقود الماضية خروجوا من القارة السمراء وكانت بطولة أفريقيا المسرح الذي قدمهم للجمهور.

بالعودة إلى غرائب القارة السمراء وتحديدا في عام 1970 فتلك البطولة لم تخلو من واحدة من أكثر القصص غرائبة حين فاز منتخب السودان بلقبه الوحيد عبر تاريخ مشاركاته في كأس الأمم الأفريقية، لتكون المكافأة حصول اللاعبين وقتها على أراضي سودانية وبيوت.

أصل اللقب

يعرف عن منتخب السودان بلقب "صقور الجديان" نسبة إلى طائر ضخم منتشر فى الدول الأفريقية الواقعة غرب وجنوب الصحراء الكبرى، وتنتشر تلك الصقور فى مدينتي دارفور وكردفان بالسودان، ومن أبرز مزايها قدرتهم على صيد الجديان الصغيرة والظباء والغزلان.

إنجاز مر عليه 54 عاما

قبل 54 عاما نجح منتخب السودان في تحقيق لقبه الوحيد، حين احتضن البطولة على ارضه وبين جماهيره، بعدما كان قد استضاف اول نسخة في عام 1957 واكتفى بالمركز الثالث، فخلال حقبتي الخمسينات والستيات من القرن الماضي كان السودان عنصرا فعالا في الكرة الأفريقية على صعيد المنافسات وأيضا يعتبر أحد مؤسّسي الاتحاد القاري.

النسخة التي كانت مبارياتها تُنقل عبر التلفزيون استضافتها السودان عام 1970، وبعد خسارة نهائيين نسختي عامين 1959و 1963 ، نجح صقور الجديان اخيرا في حصد اللقب القاري في ظل دعم جماهير كبير وقتها، واكتفى منتخب مصر بالمركز الثالث بعد الفوز على كوت ديفوار بثلاثية نجم الترسانة حسن الشاذلي 3-1.

وجاء على لسان لاعب المنتخب السوداني السابق نجم الدين حسن، أن معسكر الإعداد للبطولة كان في إحدى المدارس ثم انتقلوا بعد ذلك للإقامة في الكلية الحربية لمدة 15 يوماً بعيداً عن الضغوط الإعلامية والجماهيرية.

وحظي جيل السودان في تلك الحقبة باهتمام من جانب كبار المسوؤلين في البلاد والذي وصل إلى رأس الدولة ذاتها ممثلة في رئيسها جعفر نميري.

مشوار السودان

أنهى منتخب السودان مشواره في دور المجموعات بالمركز الثاني برصيد 4 نقاط خلف كوت ديفوار بنفس النقاط، ليتأهل إلى نصف النهائي على حساب إثيوبيا والكاميرون.

وفي نصف النهائي حقق المنتخب السوداني فوزا على مصر بنتيجة هدفين لهدف، وفي النهائي لعب صقور الجديان أمام غانا وفازت عليها بهدف دون رد.

مكافأة غريبة

بعد حصول منتخب السودان على لقب كأس الأمم الأفريقية عام 1970، كانت المكافأة في انتظارهم والتي وصلت لـ 200 جنيه سوداني، عندما كان الجنيه يعادل 3 دولارات أميركية، والتي كانت تعتبر مبلغا كبيرة مقارتة بالأسعار وقتها لدرجة أن بعض اللاعبين اشتروا منازل بالمبلغ والبعض الآخر قام ببناء منزل بقيمة المكافأة على قطعة الأرض التي أهداها الرئيس السوداني لكل لاعب بالفريق.

وكان الاتحاد السوداني لكرة القدم قد تأسس عام 1936، وانضم بعدها للاتحاد الدولي "فيفا" 1948، والإفريقي 1956، واستضاف أول بطولة لكأس أمم إفريقيا 1957واكتفى منتخب السودان بالمركز الثالث في هذه النسخة، وبعدها خسر النهائي أمام مصر في نسخة 1959، وأيضا نسخة 1963 أمام غانا، ليحقق اللقب في نسخة عام 1970 ، كما نجح نفس الجيل في التأهل لأولمبياد ميونيخ 1972.