السبت 13 يوليو 2019
05:00 م
كعادته، مهتمًا بأدق التفاصيل المتعلقة بمشوار منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية 2019، تفقد جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري ستاد القاهرة الدولي، قبل خوضه صدام الدور نصف النهائي أمام المنتخب النيجيري مساء غد الأحد.
وخطف بلماضي الأضواء مشوار مبهر في نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وفرض نفسه كأبرز مدربي المسابقة القارية، بعدما قاد المنتخب الجزائري الذي لم يكن مرشحًا بقوة قبل انطلاق المنافسات التي تحتضنها الأراضي المصرية للوصول إلى الكأس، وأصبح قريبًا من معانقة لقب تاريخي.
وقفز المدرب البالغ من العمر 43 عامًا لمقعد القيادة الفنية لمنتخب بلاده عقب عدة تجارب بالدوري القطري، حقق خلالها نجاحات ملفتة، أهلته ليكون منقذًا للمنتخب الشهير بمحاربي الصحراء، والذي عانى تخبطًا كبيرًا منذ نهائيات كأس العالم 2014.
بداية متواضعة قدمها بلماضي مع المنتخب الجزائري بعد تعيينه مديرًا فنيًا في أغسطس من عام 2018، حيث تعادل المنتخب الجزائري مع نظيره الجامبي في المواجهة الأولى تحت قيادته، بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2019، ولم يهنأ بفوزه على بنين في شهر أكتوبر، ليخسر عقب أيام مواجهة جديدة أمام المنتخب ذاته.
تدارك بلماضي الموقف بفوز عريض على توجو بأربعة أهداف مقابل هدف، قبل تعادل محبط جديد وسط جماهيره مع جامبيا، لم يؤثر على تأهله للنهائيات القارية، حيث تصدر مجموعته في التصفيات برصيد 11 نقطة.
استفاد بملاضي جيدًا من مشوار التصفيات، فأدرك نواقص تشكيلته، وقام بترميم المراكز التي لم تشهد استقرارًا، وأبرزها لاعب محور خط الوسط، فاستعان بإسماعيل بن ناصر البالغ من العمر 21 عامًا، والذي كان خارج الحسابات حتى وقت قريب، ودفع به أساسيًا خلال مواجهة جامبيا لنهاية التصفيات ومواجهة مالي الودية، ليصبح رهانًا استثنائيًا.
وجه مفاجىء أظهره محاربو الصحراء تحت قيادة مدربهم الشاب منذ المواجهة الأولى في النهائيات القارية، عندما هزموا المنتخب الكيني بثنائية نظيفة، وأظهروا إمكانيات كبيرة، قبل جرس الإنذار الحقيقي لجميع المنافسين، بالفوز على المنتخب السنغالي المرشح الأبرز للتتويج باللقب في الجولة الثانية، وخطف بن ناصر "رهان بلماضي" الأضواء، ليصبح أبرز نجوم البطولة في دورها الأول.
بفوزه على أسود التيرانجا ضمن المنتخب الجزائري بطاقة صدارة المجموعة الثالثة في الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية مبكرًا، وهو ما دفعه لإشراك مجموعة كبيرة من البدلاء في المواجهة الأخيرة أمام تنزانيا، ليس فقط لإراحة نجومه، وإنما تحسبًا لحاجته لأي منهم خلال ما تبقى من عمر البطولة.
اكتسح المنتخب الجزائري المواجهة بثلاثية نظيفة، ليواصل إرسال الإشارات المرعبة لخصومه، حيث تألق العديد من اللاعبين وأبرزهم إسلام سليماني وآدم وناس، ليطمئن بلماضي على صفه الثاني، ويخوض محاربو الصحراء مواجهات الأدوار الإقصائية بثقة كبيرة.
استفاد بلماضي الذي لا يترك شيئًا للصدفة من إشراك بعض لاعبيه البدلاء خلال المواجهة الأخيرة بدور المجموعات، بعدما احتاج للظهير الأيمن مهدي زفان مبكرًا خلال مواجهة كوت ديفوار بالدور ربع النهائي، بعدما خرج يوسف عطال أحد أبرز نجوم البطولة مصابًا في الكتف، كما لعب سليماني ووناس دورين بارزين بعد خروج بغداد بونجاح ورياض محرز نجمي الجزائر.
صور بلماضي متفقدًا بيديه أرضيات الملاعب التي سيخوض عليها فريقه مواجهاته في كأس الأمم الأفريقية أكدت أن وقوفه على أدق التفاصيل كان أهم عوامل نجاحه، حيث تفقد ملعب السويس الذي لعب عليه للمرة الأولى في ربع النهائي، بعد أربع مواجهات خاضها في ستاد 30 يونيو، كما قام بالأمر ذاته في الملعب الرئيسي بالعاصمة.
تحد كبير أمام بلماضي ولاعبيه خلال مواجهتين يأمل أن يخوضهما على ستاد القاهرة الدولي، حيث سيلعب عليه أمام نيجيريا، قبل احتضان الملعب ذاته للمشهد الختامي في التاسع عشر من يوليو الجاري.