الثلاثاء 9 يوليو 2019
02:58 م
بالرجوع للذاكرة وتحديدًا في كأس العالم بالبرازيل 2014 استطاع المنتخب الجزائري أن يخطف أنظار المتابعين رغم وجود منتخبات أفضل من حيث التشكيل.
وحيد خليلودزيتش صاحب الجنسية البوسنية استخدم عصاه السحرية مع لاعبين أشبه بالمحاربين ليتصدروا المشهد في المونديال العالمي بفضل الأداء الذي قدمه الممثل العربي والأفريقي.
مجموعة الجزائر تواجد بها منتخبات ليست في المتناول بداية من بلجيكا وكوريا الجنوبية وروسيا لكن هدف المدرب البوسني نجح بعدما استطاع الوقوف أمام الثنائي "الشمشون" الكوري و"الدب" الروسي بعد الخسارة من بلجيكا في الجولة الأولى.
أربع نقاط كانت كفيلة أن تساعد الجزائر على التأهل للدور التالي بعد الفوز على كوريا الجنوبية (4-2) ثم التعادل مع روسيا بهدف لكل جانب، ليضرب "محاربو الصحراء" موعدًا في دور الـ16 مع المنتخب الألماني والذي حصل على اللقب العالمي خلال هذه النسخة.
نظريًا وقبل بداية المباراة سيكون المنتخب الألماني متفوقًا في النتيجة لكن على أرض المعركة "محاربو" خليلودزيتش لم يعرفوا معنى الاستسلام بعدما أجبروا منتخب "المانشافت" على اللجوء للأشواط الإضافية بعد انتهاء اللقاء في وقته الأصلي بالتعادل السلبي.
ألمانيا استطاعت أن تقهر طموح الجزائر وتحرز هدفين ورغم من ذلك لم ييأس "محاربو الصحراء" بعدما سجل عبد المؤمن جابو هدف التقليص في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني ولو استمرت المباراة لدقائق لكاد المنتخب الجزائري أن يسجل التعادل بعدما تراجع الألمان للدفاع وسط هجوم شرس من المنافس.
المشوار الجزائري في بلاد البرازيل انتهى لكن لم ينته الطريق الذي أعده خليلودزيتش بعدما صنع منتخبًا قهر المستحيل بداية من الحارس المخضرم رايس مبولحي وعيسى ماندي ورياض محرز وياسين براهيمي وإسلام سليماني.
رحل خليلودزيتش عقب المشهد العالمي وبدأت الكرة الجزائرية في الذهاب لطريق غامض وما زاد الأزمة هو رحيل الرجل الأول محمد روراوة من على رأس الاتحاد الجزائري عقب الخروج المؤسف للجزائر من كأس الأمم الأفريقية بالجابون ليأتي من خلفه خير الدين زطشي والذي كان يتولى قبلها رئيس نادي بارادو.
زطشي حاول أن يُعيد أوراق الكرة الجزائرية من جديد فالإمكانيات متوفرة والتشكيل الذي كونه خليلودزيتش ينتظر الرجل المناسب لاستكماله ليقع الاختيار بعد تجربة مع خمس مدربين على الرجل الوطني جمال بلماضي.
وقبل مجيء بلماضي تعاقب على المنتخب الجزائري خمسة مدربين آخرهم رابح ماجر الذي أقيل في يونيو بعد تعيينه في الأول من أكتوبر خلفًا للإسباني لوكاس ألكازار الذي أقيل في الشهر نفسه، وسبقهما الفرنسي كريستيان جوركوف والصربي ميلوفان رايفاتش، والبلجيكي جورج ليكنز.
مهمة بلماضي بدأت في الثاني من أغسطس ليحقق المدرب الوطني فريقًا يقهر المنافسين فكان الظهور الحقيقي للمدرب الجزائري في بطولة أمم أفريقيا الحالية.
بلماضي تغاضى عن محاولات اليأس بعدم قدرة الجزائر على المنافسة ليبدأ في طريقه وكانت الانطلاقة عدم فرض نجم كلمته على المنتخب بعدما قرر استبعاد هاريس بلقبلة، لاعب خط وسط نادي بريست الفرنسي عن تشكيلة " الخضر" على خلفية انتشار فيديو مخل للاعب، ورغم المحاولات التي بتذلت لإعادة اللاعب من جديد إلا أن بلماضي استمر على موقفه.
موقف بلماضي كان بمثابة جرس الإنذار نحو النجوم لتبدأ مسيرة "الخضر" نحو الطريق الصحيح أملاً في إعادة أمجاد 1990 بعدما توّجت الجزائر بلقبها الأفريقي الوحيد، وهذا ما ظهر من خلال دور المجموعات بعد الفوز في أول ثلاث مباريات وتحقيق العلامة الكاملة دون استقبال أي هدف.
أداء المنتخب الجزائري تواصل في النسق التصاعدي بعد الفوز على غينيا بثلاثية نظيفة ليكون هذا الانتصار جرس إنذار جديد لكن هذه المرة للمنافسين بعد الأداء الذي ظهر عليه النجوم والذي يأتي في مقدمتهم رياض محرز ومعه يوسف البلايلي وبغداد بونجاح وسفيان فيجولي والشاب أدم أوناس هداف "الخضر" في البطولة برصيد 3 أهداف.