الأربعاء 17 يوليو 2019
04:15 م
لم يكن طريق الجزائر نحو المباراة النهائية لكأس أمم أفريقيا، مفروشًا بالورود، بل ظهرت خلاله عدد من العقبات والمشكلات التي تجاوزها محاربو الصحراء بضراوة.
الطريق الجزائري نحو النهائي بدأ قبل البطولة، بعدما أعلن جمال بلماضي المدير الفني للفريق عن قرار انضباطي قوي باستبعاد هاريس بلقبلة من قائمة الفريق لأسباب أخلاقية.
قرار بلماضي كان بداية لرسم الطريق الصحيح للجزائر في المنافسة، فالصرامة والانضباط دائمًا ما يكونان بمثابة شرارة الانطلاق نحو تحقيق النجاحات.
الانضباط الذي فرضه بلماضي على معسكره لاقى قبولًا لدى الجماهير ووسائل الإعلام الجزائرية، وهو ما منع أي طرف من التدخل لإعادة بلقبلة من جديد للبطولة.
بداية الجزائر في البطولة كانت بانتصار هاديء على حساب كينيا بثنائية نظيفة، لكن الأمور لم تكن واضحة بالنسبة لأداء الفريق الذي لم يكن المرشح الأبرز للوصول للنهائي.
عدم وضوح الرؤية للجزائر جاءت بسبب انعدام قوة منافسه الذي لم يستطع مجاراة الخُضر خلال المواجهة، وحينها فضل الجميع عدم الحكم على الأمور مبكرًا.
جرس الإنذار الجزائري دق بقوة نحو المنافسين خلال مواجهة السنغال، فالوجه الحقيقي للفريق ظهر خلال الانتصار الهاديء الذي كان استاد الدفاع الجوي شاهدًا عليه.
ناقوس الخطر ازدادت أصواته لدى منافسي الجزائر بعد الفوز الذي تحقق على حساب تنزانيا، فضعف المنافس لم يكن مقياسًا بالنظر لخوض محاربو الصحراء للمباراة بالفريق الاحتياطي.
التفوق على السنغال ثم اكتساح تنزانيا بالفريق الثاني دفع حظوظ الجزائر للوصول إلى أبعد مدى في البطولة للأمام، فصدارة المجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة لم تكن متوقعة.
المباريات الإقصائية لها طابع خاص، فعادة ما تكون أهدافها قليلة مهما كان الفارق في المستويات، لكن الجزائر نجحت في تحقيق الفارق الأكبر خلال دور الـ16 بالتفوق على غينيا.
تعلق الجماهير بالجزائر بدأ يزداد بعد كل خطوة يتقدمها الفريق، فعندما حانت المواجهة الأصعب أمام كوت ديفوار جاءت اللحظة الحاسمة.
مباراة كانت متجهة نحو محاربو الصحراء، لكن بغداد بونجاح أطاح بركلة جزاء كانت لتؤهل فريقه مبكرًا، فالأمور تعقدت وباتت الحاجة للأوقات الإضافية وركلات الترجيح واجبة.
التفوق الأصعب للجزائر على كوت ديفوار بفضل ركلات الترجيح دفع بالفريق لخطوة جديدة نحو الدور قبل النهائي، ليتبقى خطوتين فقط نحو تحقيق اللقب الأفريقي الثاني في تاريخ المحاربين.
عندما تمتليء مساحات كبيرة من استاد القاهرة الدولي، فوقتها إما أن يكون منتخب مصر داخل الملعب، أو أحيانًا تكون الجزائر هي المتنافس في المباراة.
استاد القاهرة شهد على تفوق ملحمي للجزائر على نيجيريا في الدور قبل النهائي، بطله كان رياض محرز بتسجيل هدف قاتل في الدقيقة 90+5 بعدما كان الفريقان في الطريق نحو الأوقات الإضافية.
وبعد أيام قليلة، سيكون المنتخب الجزائري على موعد جديد مع استاد القاهرة، سيكون بإمكانه خلاله كتابة تاريخ للمحاربين عند مواجهة السنغال، بطولة جديدة كانت بدايتها بفرض الانضباط وستكون مصر شاهدة عليها.
شاهد بالصور.. طريق الجزائر إلى نهائي أمم أفريقيا من هنا