الإثنين 15 يوليو 2019
09:51 م
تتلقى على أيدهم في طفولتك بأن وراء كل رجل عظيم امرأة، ثم يتركوك لتكتشف بعد ذلك أن والدتك هي بمثابة جيش من النساء، حين تؤمن بك ستقودك وتدفعك لكي تصل لأكثر مما رسمته أنت لنفسك، الأيام التي كادت تفتك بك تستطيع أن تتجاوزها متسحلا بدعواتها، تنهال عليك الضربات يوما بعد يوم لتجد يد تتجسد كدرع تحاول حمايتك من السقوط، فلست وحدك في هذا العالم، فهناك ما يستحق أن تحارب من أجله.
رايس مبولحي، لاعب المنتخب الجزائري والمحترف في صفوف الاتفاق السعودي، يملك واحدة من أكثر القصص الإنسانية في عالم كرة القدم، اللاعب الذي ولد في فرنسا لأب كونغولي وام جزائرية تسمى عائشة، ليعيش بعدها طفولة صعبة إثر انفصال الوالدين ويكمل مبولحي حياته مع والدته والتي عاد بصحبتها بعد ذلك إلى الجزائر.
لعبت الأم دورا رئيسيا في ارتباط الابن مبولحي بدولة الجزائر، ليزداد تعلقه بموطن امه التي امضت سنوات عمرها من أجل تربيته وجعله رجلا صالحا ليكون في يوم من الأيام أحد محاربي الصحراء والذي اصبح على مشارف صناعة مجدًا جديدا للجزائر.
صاحب الـ 33 عاما فضل تمثيل منتخب الجزائر على كل من الكونغو وفرنسا، بسبب ارتباطه بوالدته، واصبح مدافعا عن ألوان العلم الجزائري منذ عام 2010 وحتى الآن.
الرحالة مبولحي كان دائم التنقل بين الأندية، حيث كانت بدايته مع مارسيليا الفرنسي حين كان يبلغ 18 عاما، كما ارتدى الحارس الجزائري قمصان بعض الأندية في اليونان وروسيا وقبرص واليابان، بالإضافة لخوض تجربة الاحتراف في الولايات المتحدة الأميركية وبلغاريا وتركيا.
الظهور الأول لمبولحي كان مع منتخب الجزائر خلال استعدادات الخضر لكأس العالم 2010 ، لكن تلك الفترة لم تكن كلها سعيدة بالنسبة للحارس الجزائري، حيث كانت والدته مريضة بالسرطان خلال تلك الفترة قبل انطلاق منافسات مونديال جنوب أفريقيا، وتوفيت لتترك بعدها مبولحي وحيدًا.
رحلت والدته في عام 2010، وكان هذا الخبر بمثابة الصدمة له، لكنه يحرص على أحياء ذكرها دومًا، لذلك نقش اسمها على القفاز الخاص به ويرتديه دائما ، حتى لا ينسى والدته التي لعبت دورًا هاما في وصوله لهذه المكانة.
يشارك مبولحي مع منتخب الجزائر في كأس الأمم الأفريقية 2019 وتأهل بصبحة زملائه إلى المباراة النهائية لمواجهة السنغال، وفي حال التتويج باللقب القاري سيدون الحارس اسمه بأحرف من نور مع جيل ذهبي استطاع اعادة الكأس الأفريقية للجزائر بعد غياب دام لـ 29 عام.