دون تحقيق انتصار وحيد في أربع مواجهات متتالية، وبفوز بشق الأنفس عبر ركلات ترجيح، تأهل المنتخب التونسي إلى الدور ربع النهائي بكأس الأمم الأفريقية 2019، ليواجه مدغشقر الحصان الأسود للبطولة، والذي تقدم للدور ذاته في مشاركته الأولى تاريخيًا بالبطولة القارية.
وقدم المنتخب التونسي الشهير بـ "نسور قرطاج" مستويات متواضعة في الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية، واحتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة، حيث جمع ثلاث نقاط فقط، بعد التعادل مع أنجولا، مالي وموريتانيا على الترتيب.
وأهدر المنتخب التونسي تقدمه على نظيره الغاني في دور الستة عشر، حيث أحرز رامي البدوي هدفًا عكسيًا في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، ليتعادل الفريقان بهدف لكل منهما، وتتجه المباراة نحو وقت إضافي لم يشهد جديدًا، قبل أن تنصف ركلات الترجيح نسور قرطاج، وتؤهلهم لربع النهائي.
ورغم الآداء غير المطمئن للمنتخب العربي في كأس الأمم الأفريقية، إلا أن وقائع تاريخية تمنحهم الأمل في معجزة كروية جديدة، بعد حكايات كروية هزت العالم في البطولتين الأقوى على سطح الأرض.
وقدم المنتخب الإيطالي واحدة من أشهر الحكايات المثيرة في تاريخ كرة القدم، عندما بدأ مشواره في نهائيات كأس العالم 1982 بالأراضي الإسبانية بشكل هزيل، بالتعادل في ثلاث مواجهات مع بولندا، بيرو والكاميرون، ليحتل المركز الثاني، مستفيدًا فقط من تسجيله هدفين وساتقبال مثلهما، مقابل هدف وحيد للمنتخب الكاميروني الذي تعادل أيضًا في ثلاث مواجهات.
تأهل المنتخب الإيطالي للدور الثاني الذي أقيم بنظام المجموعات في تلك النسخة، ليواجه منتخبي الأرجنتين والبرازيل، ونجح الأتزوري في تحقيق فوزه الأول في البطولة على حساب المنتخب الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف، قبل واحدة من أشهر المفاجآت في تاريخ كرة القدم، بالفوز على المنتخب البرازيلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليتأهل للدور نصف النهائي.
بعد هاتريك تاريخي سجله المهاجم باولو روسي الذي لم يزر الشباك في المواجهات الأربع الأولى، تكفل اللاعب نفسه بتسجيل هدفي الفوز على المنتخب البولندي في الدور نصف النهائي، ليصطدم المنتخب الإيطالي بنظيره الألماني الغربي في مواجهة تاريخية بنهائي مونديال 1982، شاهدها 90 ألفًا من المتفرجين في ستاد سانتياجو برنابيو بالعاصمة مدريد.
افتتح روسي أهداف المواجهة النهائية قبل هدفين لزميليه ماركو تارديللي وأليساندرو ألتوبيللي، مقابل هدف ألماني وحيد سجله بول بريتنر، ليستعيد الأتزوري لقب كأس العالم بعد غياب امتد لأربعة وأربعين عامًا.
وعلى الطريقة الإيطالية، بدأ المنتخب البرتغالي مشواره في كأس الأمم الأوروبية 2016 بشكل هزيل للغاية، حيث فشل في تحقيق أي انتصار بالمجموعة الخامسة التي اعتبر الكثيرون عقب قرعة البطولة أن زملاء النجم كريستيانو رونالدو محظوظين للوقوع بها.
تعادل المنتخب البرتغالي بهدف لمثله مع نظيره الأيسلندي، قبل التعادل بدون أهداف مع نظيره النمساوي، واختتم الدور الأول بتعادل مثير بثلاثة أهداف لمثلهم مع المنتخب المجري، ليحتل المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة، ويتأهل لدور الستة عشر بين أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث.
بشق الأنفس، وقبل ثلاث دقائق فقط من نهاية الوقت الإضافي، اقتنص المنتخب البرتغالي بطاقة التأهل للدور ربع النهائي أمام المنتخب الكرواتي، وتواصلت المعاناة في الدور ربع النهائي بالتعادل مع المنتخب البولندي بهدف لكل منهما، بعد وقتين أصلي وإضافي، وتأهل لنصف النهائي عبر ركلات الترجيح.
بهدفين نظيفين تجاوز المنتخب البرتغالي نظيره الويلزي في الدور نصف النهائي، قبل أن يقلب الطاولة في وجه المنتخب الفرنسي صاحب الأرض بالمباراة النهائية، ويفوز بهدف سجله إيدر قبل 11 دقيقة من نهاية الوقت الإضافي، رغم خسارته مجهودات رونالدو بعد 25 دقيقة فقط من بداية المواجهة، بسبب الإصابة.
حلم تونسي يبقى قائمًا، رغم المشكلات الفنية التي عانى منها نسور قرطاج، إلا أن التقدم نحو الدور نصف النهائي عبر بوابة مدغشقر سيُبقي كل الحسابات ممكنة في المراحل الأخيرة من عمر البطولة الأفريقية.