السبت 30 يناير 2010
03:14 م
كتب - أحمد التيمومي:
لم تفرح جموع الشعب المصري من الجماهير الكروية وحتى المواطن العادي مثلما فرحت أمس بفوز المنتخب المصري علي نظيره الجزائري في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية التي انطلقت في العاشر من يناير الجاري و تُختتم الأحد القادم.
السعادة و الابتهاج و الأهازيج التي عمت كل شبر من أرض مصر المحروسة من أقصاها إلي أقصاها , بل و فاقت فرحة بلوغ المباراة النهائية للمرة الثالثة علي التوالي فرحة التتويج بالنسختين السابقتين وحتى الفوز علي إيطاليا في كأس العالم للقارات في يونيه الماضي.
والواقع يقول أن هذه المباراة تفوقت في جذبها لاهتمام الشارع المصري كل المباريات التي لعبها منتخب مصر طوال تاريخه و توارت كل الأحداث أمامها بما فيها كارثة السيول التي ألمت بعدد غير قليل من المدن المصرية في الشرق و الجنوب.
اللقاء الذي خاضه زملاء القائد أحمد حسن من أجل رد الاعتبار وتأكيد أحقيتهم في البطاقة "المونديالية" من ناحية و المضي قدماً نحو تتويج ثالث علي التوالي و سابع في تاريخ "سادة أفريقيا" من ناحية أخري هذا اللقاء كان الأهم في البطولة علي الإطلاق وتزايد حجم الاهتمام به أمنياً و اعلاميا من السلطات الأنجولية علي خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدها اللقاء الفاصل بين المنتخبين علي ملعب المريخ في أم درمان في الثامن عشر من نوفمبر الماضي وإعلامياً حيث شهد اللقاء تغطية استثنائية من قناة الجزيرة الرياضية التي حصلت علي الحقوق الحصرية لهذه البطولة و أمنت القناة أستوديو تحليلي ضم و لأول مرة 6 من خبراءها منهم مصريان و جزائريان و تونسي بالإضافة للنجم الليبيري العالمي جورج وياه.
علي ملعب أومباكا في مدينة بنجيلا لعب كلا المنتخبين بتشكيلته المثالية و أظهر منتخب مصر تمرس وخبرة و حنكة لا تتوافر إلا للمنتخبات الكبيرة و العملاقة رغم الضغط الكبير عليه, و كانت نقطة التحول الكبيرة في اللقاء في الدقيقة 37 عندما أستغل عماد متعب خطأ للدفاع الجزائري و توغل داخل منطقة جزاء المنتخب الجزائري و تعرض لعرقلة من المدافع رفيق حليش حصل علي إثرها علي ركلة جزاء و تم إبعاد مدافع ناسيونال ماديرا ببطاقة صفراء ثانية ليتمكن نجم الوسط حسني عبد ربه من "تثبيت" الحارس شاوشي و التقدم لمصر بالهدف الأول.
في الشوط الثاني بدا منتخب مصر عازماً علي تحقيق فوز عريض يمحو به أثار لقاء أم درمان و يحقق به الفوز الأول في تاريخ البطولة علي "محاربي الصحراء" اللذين ظهروا بشكل عصبي للغاية وتفرغوا للضرب بدون كرة و الاعتراض علي قرارات حكم أفريقيا الأول البنيني كوفي كودجا الذي طرد مدافع بورتسموث نذير بلحاج بعد تدخل وحشي مع أحمد المحمدي في الدقيقة 70 ثم طرد بلطجي الكرة الأفريقية الأول حالياً فوزي شاوشي بعد محاولته ضرب "جدو" بدون كرة ربما عقاباً له علي تقدم منتخب بلده بهدفين آخرين لمحمد زيدان في الدقيقة 65 و البديل محمد عبد الشافي في الدقيقة 81.
وقبلهما تغاضي عن طرد مهاجم سيينا الإيطالي عبد القادر غزال بعد تدخل عنيف ومؤذي مع أحمد حسن بدون كرة في الدقيقة 69, ولم يتأخر عقاب جدو كثيراً لزاماموش زميل الحارس المطرود و اختتم اللقاء بهدف رابع لمنتخب مصر وله شخصياً وضعه في صدارة هدافي البطولة.
نجوم منتخب مصر وجهازهم الفني وجهوا إنذار شديد اللهجة لكل منتقديهم و أكدوا أنهم جيل استثنائي في تاريخ كرة القدم المصرية وبرهنوا علي جهل و غباء من رددوا قبل انطلاق هذه النسخة أنهم شبعوا منها ولن يلعبوا بحماسة في نهائيات بطولة تعد من أكبر و أقوي بطولات كرة القدم في العالم وحاولوا تضليل الرأي العام وصورا البطولة التي يشارك فيها نجوم كرة قدم عالميين من الوزن الكبير و كأنها بطولة سيكافا للأمم!