الجمعة 8 ديسمبر 2017
02:39 م
هل انتهت حقبة صراع "ميسي – رونالدو" بعد 10 سنوات متتالية سيطر فيها الثنائي دون منازع على عرش لعبة كرة القدم؟، سؤال أصبح يشغل بال الكثيرين، خاصة بعد تتويج البرتغالي كريستيانو رونالدو مساء أمس بالكرة الذهبية الخامسة في مسيرته، ليعادل رقم الأرجنتيني ليونيل ميسي، كأكثر لاعبين في التاريخ فازا بالجائزة التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول سنويًا لأفضل لاعب في العالم.
وتوقع الكثيرون أن يمثل العام الحالي نهاية هيمنة الثنائي على الجوائز الفردية، سواءً بالون دور "الكرة الذهبية" أو نظيرتها FIFA Best التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم لأفضل لاعب في العالم، بعد انفصال الجائزتين قبل عامين.
نجوم كثيرون فرضوا أنفسهم في السنوات الأخيرة كمرشحين محتملين للتتويج بالكرة الذهبية في الفترة المقبلة، وأبرزهم البرازيلي نيمار نجم باريس سان جيرمان، والثنائي البلجيكي إيدين هازارد وكيفن دي بروين لاعبا تشيلسي ومانشستر سيتي على الترتيب، والأرجنتيني باولو ديبالا لاعب فريق يوفنتوس الإيطالي، إلا أن ميسي ورونالدو يبقيان وبقوة في الصورة رغم تجاوزهما الثلاثين من العمر، حيث يتصدر ميسي ترتيب هدافي دوري الدرجة الأولى الإسباني، بينما يعتلي رونالدو صدارة ترتيب هدافي دوري أبطال أوروبا.
وبالنظر للعام المقبل، تبدو 3 عوامل أساسية حاسمة في صراع الفوز بالكرة الذهبية، وسيمثل نجاح أحد اللاعبين في تحقيق إنجاز واضح فيها جميعًا أو في اثنتين منها على الأقل دفعة كبيرة نحو ارتقائه لمنصة التتويج في عاصمة النور الفرنسية بالعام المقبل.
1 – كأس العالم
تقام منافسات كأس العالم لكرة القدم في الأراضي الروسية خلال شهري يونيو ويوليو من العام المقبل، وهي البطولة الأشهر على الإطلاق فيما يتعلق بالساحرة المستديرة، وتدفع نجم المنتخب الذي ينجح في تحقيق اللقب إلى أعلى درجات المجد، كما حدث في عقود ماضية مع العديد من أساطير اللعبة، وأبرزهم البرازيلي بيليه ومواطنه رونالدو، والأرجنتيني مارادونا.
كان التألق في كأس العالم ومساعدة المنتخب الوطني لتحقيق اللقب عاملًا حاسمًا في صراع الكرة الذهبية سابقًا، حيث فاز الفرنسي زين الدين زيدان بالجائزة عام 1998 عقب تتويج منتخب الديوك باللقب، كما حقق البرازيلي رونالدو الإنجاز ذاته بعد تتويج السليساو بلقب المونديال عام 2002، وفاز المدافع فابيو كانافارو بـ "بالون دور" عام 2006، بعد قيادته للأتزوري لاعتلاء منصة التتويج المونديالية.
ورغم انكسار تلك القاعدة أمام الثنائي ميسي ورونالدو عامي 2010 و2014 بالفوز بالكرة الذهبية رغم الفشل في تحقيق اللقب المونديالي، إلا أن الجائزة كانت تقدم في تلك الفترة مناصفة بين فرانس فوتبول والاتحاد الدولي لكرة القدم، ومع عودة انفراد المجلة الفرنسية بتقديم الجائزة، تبدو الثوابت القديمة أقرب للتحقق.
ويمثل كأس العالم 2018 فرصة ذهبية لبعض النجوم وأبرزهم البرازيلي نيمار، الذي يعد نجم نجوم منتخب بلاده، خاصة وأن المنتخب البرازيلي استعاد توازنه تحت قيادة مديره الفني تيتي، وأصبح أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، كما يمثل المنتخب البلجيكي خطرًا كبيرًا على المنتخبات المتنافسة في روسيا، نظرًا لامتلاكه قائمة هائلة من أفضل نجوم العالم، الذين اكتسبوا الخبرات اللازمة في السنوات الأخيرة، وأصبحوا جاهزين تمامًا لتقديم أنفسهم في صورة البطل بعد عدة أشهر، وهو بالتأكيد ما يمنح فرصة تاريخية للنجمين البلجيكيين الأبرز هازارد ودي بروين.
2 – دوري أبطال أوروبا
يرى البعض أن إنجاز التتويج بدوري أبطال أوروبا كان كافيًا لحسم أفضلية كريستيانو رونالدو في عام 2017، بعد الدور البارز الذي لعبه النجم البرتغالي في منح ريال مدريد لقبه الثاني على التوالي، والثاني عشر تاريخيًا.
قيادة أحد النجوم لفريقه المحلي نحو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، سيعد عاملًا رئيسيًا في حسم المنافسة على الكرة الذهبية، وتبدو فرصة البرازيلي نيمار كبيرة أيضًا بعد التألق الكبير لفريقه الفرنسي باريس سان جيرمان في الدور الأول للنسخة الحالية، وتصدره الترشيحات للفوز بالبطولة، مستفيدًا من الأريحية المحلية التي يتمتع بها، بسبب الفوارق الفنية الكبيرة بين فريق العاصمة وجميع منافسيه.
الثنائي البلجيكي هازارد ودي بروين يملكان أيضًا فرصة كبيرة لتحقيق الإنجاز ذاته مع فريقيهما الإنجليزيين تشيلسي ومانشستر سيتي، خاصة الأخير الذي ظهر كأحد أبرز فرق القارة العجوز في الموسم الحالي تحت قيادة المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا، ويأمل الأرجنتيني ديبالا أيضًا في تحقيق إنجاز مع فريق يوفنتوس الإيطالي بالبطولة القارية، بعدما خسر المباراة النهائية أمام ريال مدريد في الموسم الماضي.
3 – معدلات التهديف
أجمع متابعو كرة القدم على أن الأرقام التهديفية المذهلة التي يحققها ميسي ورونالدو تعد العامل الأبرز في أفضليتهما على جميع المنافسين.
ورغم المهارة الكبيرة التي يتمتع بها الثنائي، إلا أن التفوق الرقمي لعب دومًا دور الحسم في أي منافسة مع نجوم الأندية المنافسة محليًا وقاريًا، وهو ما يجعل المهمة الأبرز أمام أي لاعب يطمح في الوصول إلى الكرة الذهبية، هي تسجيل أكبر عدد من الأهداف، خاصة إذا كان يلعب في أحد مراكز الوسط والهجوم.
اعتلاء صدارة هدافي دوري أبطال أوروبا وكذلك الدوري المحلي سيمنح أحد النجوم فرصة كبيرة لمنافسة ميسي ورونالدو في العام المقبل، خاصة إذا اقترن ذلك الإنجاز الفردي بإنجاز جماعي للفريق في ذات البطولات.