DPA
الثلاثاء 3 ديسمبر 2019
09:41 ص
"لا أخشى الإقالة" .. هكذا رد المدرب الهولندي إيرفن كومان المدير الفني للمنتخب العماني لكرة القدم على سؤال عما إذا كان يخشى الإقالة بعد الخروج المبكر من بطولة كأس الخليج الحالية (خليجي 24) المقامة حاليا في قطر.
وخاض المنتخب العماني هذه النسخة للدفاع عن لقبه ولكنه ودع البطولة من الدور الأول بعدما حصد أربع نقاط فقط من المباريات الثلاث في مجموعته ليصبح مصير كومان مع الفريق مهددا بالفعل لاسيما وأن الفريق ودع البطولة بعد عروض متذبذبة المستوى كان أقلها في مباراته أمام المنتخب السعودي في الجولة الثالثة أمس الاثنين.
وفيما رأى مشجعو المنتخب العماني أن كومان لم يستطع استغلال إمكانيات لاعبيه بالشكل الأمثل في هذه البطولة ، قد تصبح ارتباطات الفريق المقبلة سببا في دراسة الموقف بالمنتخب البحريني قبل اتخاذ القرار بشأن استمرار كومان مع الفريق من عدمه.
والحقيقة أن المدرب الهولندي لم يتنكر لفشل الفريق حيث اعترف بأن المنتخب العماني لم يقدم المستوى المأمول منه في لقاء السعودية مشيرا إلى أن الفارق كان كبيرا بين المنتخبين في ظل قوة وخبرة المنتخب السعودي (الأخضر) .
وقال كومان في المؤتمر الصحفي بعد المباراة : "فعلنا كل شيء ولكن الحظ عاندنا وكانت المباراة في غاية الصعوبة. ولكنني أرى أن الأهم أننا قدمنا أداء جيدا وعلينا أن نطور مستوانا بشكل أكبر. اللاعبون قدموا كل ما بوسعهم... الأهم أن نخطو إلى الأمام ونتعلم ونتطور وهذا هو رأيي الشخصي".
وعما إذا كان يخشى الإقالة ، قال كومان : "كنت أتوقع هذا السؤال ولا أخشاها أبدا. الاتحاد هو صاحب القرار ولكن فوز المنتخب باللقب كان منذ عامين. كما قلت من قبل إن الفريق يحتاج للتطوير ولكنني سأبلغ إدارة الاتحاد العماني بما يجب أن نفعله وما إذا كان هذا ممكنا. أرى أن الفريق يمكنه أن يتطور. ولكن الاتحاد هو من يتخذ القرارات".
وأضاف : "مهمتي هي تكوين فريق جيد. لن أجلس مكتوف اليدين لانتظار ما سيحدث. كل شيء ممكن ولكنني لست خائفا على الإطلاق. المهم أنني سأواصل عملي لأن القرار ليس قراري".
وعما إذا كانت مباراة السعودية هي الاختبار الحقيقي الأول له مع الفريق ، قال كومان : "واجهنا فريقا قويا وكبيرا بالفعل. خسرنا المباراة ولكن أمام منتخب كان أفضل من فريقنا".
وقد تطيح بطولة الخليج بالمدرب الهولندي كومان من تدريب المنتخب العماني وقد يحصل المدرب على فرصة جديدة لاسيما وأنه تولى تدريب الفريق قبل شهور قليلة وبدأ في عملية الإحلال والتجديد في صفوفه بعدما خرج الفريق قبل توليه المسؤولية مبكرا من بطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات.
وقد تكون ارتباطات الفريق في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر وكأس آسيا 2023 بالصين سببا في منح هذا المدرب فرصة جديدة.
ولكن الشيء المؤكد أن خليجي 24 قد تصبح مسمارا في نعش بعض مدربي المنتخبات المشاركة فيها وربما ساهمت في إبعاد مدربين آخرين عن المقصلة.
وحتى الآن ، يبدو كومان هو الأكثر ترشيحا للابتعاد عن فريقه سواء بشكل فوري أو في وقت آخر في حالة منحه فرصة إضافية.
كما تبدو فرصة استمرار المدرب الوطني ثامر عناد مع المنتخب الكويتي صعبة نظرا لهزيمة الفريق في مباراتين من المباريات الثلاثة التي خاضها بمجموعته في الدور الأول والخروج المبكر من البطولة.
وفي المقابل ، رفعت البطولة من أسهم الفرنسي هيرفي رينار المدير الفني للمنتخب السعودي والبرتغالي هيليو سوزا مع المنتخب البحريني لاسيما وأن كلا منهما علم بمشاركة فريقه في البطولة قبل انطلاقها بأيام قليلة لكنه قاد فريقه إلى المربع الذهبي.
كما عززت البطولة فرص الإسباني فيليكس سانشيز والسلوفيني سريتشكو كاتانيتش مع المنتخبين القطري والعراقي على الترتيب.
أما بالنسبة للمدرب الوطني سامي النعاش المدير الفني للمنتخب اليمني فإنه وعلى الرغم من خروجه المبكر من البطولة برصيد نقطة واحدة ودون تسجيل أي هدف ، قاد الفريق لتقديم عروض متصاعدة في القوة رغم الظروف الصعبة التي تواجهها بلاده والتي تسببت في إيقاف النشاط الكروي في اليمن كما أن العروض الجيدة التي قدمها الفريق بالتصفيات المزدوجة تصب في صالح النعاش.
وتبدو الأمور غير واضحة بالنسبة للمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الإماراتي لاسيما وأنه مدرب كبير وله بصمات سابقة مع فرق أخرى من ناحية إضافة إلى أن الفريق يمر بمرحلة إحلال وتجديد كما قدم الفريق عرضا قويا في مباراته أمس أمام المنتخب القطري بطل آسيا وخسر 2 / 4 بصعوبة ليودع البطولة من الدور الأول.
وفي المقابل قد يضيف الخروج المبكر من خليجي 24 إلى إخفاقات فان مارفيك مع الفريق في التصفيات المزدوجة بآسيا.
واشتهرت بطولات كأس الخليج دائما بأنها كانت بمثابة المقصلة للمدربين حيث تسببت نسخ عدة في الإطاحة بالعديد من المدربين من أماكنهم نظرا للمنافسة القوية في البطولة وأهميتها البالغة لدى الدول المشاركة فيها.
وقبل خمس سنوات على سبيل المثال ، تحولت بطولة كأس الخليج التي استضافتها السعودية في 2014 (خليجي 22) من فرصة جيدة للاستعداد القوي لبطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا ، والتي أقيمت بعدها بشهرين ، إلى نقمة على معظم المنتخبات التي تلقت لطمة قوية في خليجي 22 بالرياض.
وبمجرد بدء فعاليات خليجي 22 ، تيقن الجميع أن كأس الخليج تحولت للطمة قوية إلى العديد من المنتخبات العربية قبل كأس آسيا.
وشهدت بطولة كأس آسيا مشاركة 16 منتخبا منها تسعة منتخبات عربية من بينها سبعة منتخبات شاركت في خليجي 22 .
وكان المنتخب اليمني هو الوحيد الذي شارك في خليجي 22 لكنه لن يشارك في كأس آسيا.
وفي المقابل ، شاركت منتخبات السعودية والكويت وعمان والإمارات وقطر والبحرين والعراق في كآس آسيا بعد أقل من شهرين على خوض خليجي 22 .
وتسببت خليجي 22 وقتها في الإطاحة بالقيادة الفنية لأكثر من منتخب قبل خوض كأس آسيا.
وكان العراقي عدنان حمد أول ضحايا خليجي 22 حيث أقيل من منصب المدير الفني للمنتخب البحريني بعد مباراتين فقط في البطولة وقبل أن يستكمل الفريق حتى مبارياته في الدور الأول للبطولة.
كما أطاحت بالمدرب الإسباني خوان رامون لوبيز من تدريب المنتخب السعودي رغم وصوله للنهائي الذي خسره على ملعبه أمام المنتخب القطري.
وكذلك أقيل البرازيلي جورفان فييرا المدير الفني للمنتخب الكويتي للخروج المبكر من البطولة علما بأنه أقيل أيضا من قبل من تدريب أسود الرافدين لسوء نتائج المنتخب العراقي في خليجي 19 عام 2009 .
وكان من أشهر المدربين الذين أطاحت بهم بطولات كأس الخليج البرازيلي ماريو زاجالو الذي أقيل من تدريب المنتخب السعودي خلال خليجي 7 عام 1984 فيما أقيل مواطنه باولو أوتوري من تدريب المنتخب القطري (العنابي) لإخفاقه مع الفريق في خليجي 2013 .
وفي نفس النسخة (خليجي 21) عام 2013 ، أقيل الهولندي فرانك ريكارد من تدريب المنتخب السعودي.
ولهذا ، أصبحت بطولات كأس الخليج بمثابة مقصلة حقيقية للمدربين في انتظار مزيد من الضحايا.