السبت 26 مايو 2018
10:17 ص
"المباراة كانت صعبة ليس فقط لارتفاع درجة الحرارة وصيام البعض منا ولكن لما شهدته المباراة من أحداث.. فتقدمنا في الشوط الأول أمام الترجي على ملعبه في المنزه بهدفين مقابل هدف لنتعرض لـ (علقة موت) بين الشوطين".. هكذا بدأ لاعبو الإسماعيلي موسم 2003 حديثهم ليلا كورة عن مباراتهم في دور نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، في أولى حلقات فلاش رمضان.
"فلاش رمضان" هي 4 حلقات سيتم نشرها تباعاً على موقع يلا كورة؛ حيث تتناول حكاية 4 مباريات هامة للأندية والمنتخب المصري خاضها اللاعبون في شهر رمضان يرويها أبطالها.
وكان الإسماعيلي قد تأهل إلى دوري أبطال أفريقيا بعد غياب 7 نسخ إثر حصوله على لقب بطولة الدوري موسم 2001/2002 للمرة الثالثة في تاريخه.
وبدأ الدراويش البطولة بتعادل إيجابي أمام نظيره أسيك ميموزا الإيفواري بهدف لكل منهما، قبل أن يكتسح إنييمبا النيجيري بسداسية مقابل هدف، ثم يتعادل مع سيمبا التنزاني سلبياً قبل أن يفوز عليه إياباً بهدفين مقابل هدف ثم واصل انتصاراته في الإياب على حساب أسيك بهدفين نظيفين قبل أن يُهزم من إنييمبا بأربعة أهداف مقابل هدفين.
واستطاع الإسماعيلي الحلول وصيفاً بـ 11 نقطة في المجموعة الأولى التي تصدرها إنيمبا النيجيري برصيد 12 نقطة، فيما تصدر الترجي التونسي المجموعة الثانية برصيد 14 نقطة فيما حل اتحاد الجزائر وصيفاً بهذه المجموعة برصيد 9 نقاط.
ليضرب الإسماعيلي لقاءً أمام نظيره الترجي التونسي في دور نصف نهائي البطولة؛ حيث فاز الدراويش على أرضهم بثلاثية مقابل هدف في المباراة التي جمعتهما في الأول من نوفمبر الموافق .. رمضان؛ حيث سجل الثلاثية عبد الرحمن تراوري وحسني عبد ربه وجاباني بينما سجل للضيوف راضي الجعايدي.
لمشاهدة أهداف مباراة الذهاب:
الصعوبة لم تكن في مباراة الذهاب بقدر ما كانت عليه في لقاء الإياب الذي أُقيم على ملعب فريق الترجي "المنزه" يوم 15 نوفمبر؛ حيث يقول المعتصم سالم مدافع الفريق حينها:"كانت هناك أشياءً لا تُنسى في هذه المباراة فلقد حددوا ميعاد المباراة قبل الإفطار كما قاموا بتصغير حجم الملعب لكي يقللوا المساحات أمامنا لأن الفريق كان مميزاً بها".
الإسماعيلي حينها كان يحتاج للفوز أو التعادل بأي نتيجة أو عدم الهزيمة بأكثر من هدفين حتى لا يوضع تحت رحمة مجموع المواجهات المباشرة:"على عكس ما توقع عدد من النقاد سجلنا هدفين في أول نصف ساعة من المباراة تقريباً مما أدى لا شتعال المباراة حتى بعدما سجل الترجي هدفه في نهاية الشوط الأول".
وتقدم أحمد فتحي حينها للإسماعيلي في الدقيقة 21 قبل أن يُضيف عبد الرحمن تراوري الثاني في الدقيقة 34 ثم حاول قلص الترجي النتيجة بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة 42 لينتهي الشوط الأول بهدفين مقابل هدف للدراويش حتى قتل محمد محسن أبو جرييشة أمال حضور الملعب من التوانسة بهدف ثالث في الدقيقة 63.
لمشاهدة أهداف مباراة الإياب:
ويتذكر المعتصم ضاحكاً:"لن أنسى ما تعرضنا له بين شوطي المباراة فقد أفتعل معنا الأمن واللاعبين الاحتياطين مشكلة ودخلنا في شجار وتعرضنا لـ (علقة سخنة) داخل غرف الملابس ولكن الحمدلله فزنا في النهاية"، مشيراً إلى أن بعض اللاعبين فطروا خلال المباراة حتى يستطيعوا مواصلة اللعب بينما أصر البعض الأخر على الصيام.
ويعود ذلك لأهمية المبارارة؛ حيث يُضيف محمد عبد الله، الظهير الأيمن للإسماعيلي حينها:"اقتربنا من الوصول للنهائي وتحقيق بطولة غالية للنادي ولنا يذكرنا بها التاريخ وكانت الأجواء صعبة وكنا في شهر رمضان والحمدلله كنا قد فزنا على ملعبنا بثلاثية مقابل هدف ولكننا كنا ننتظر مباراة الإياب بتونس لأنها ستكون أصعب وربما هو ما دفع البعض لسؤال أحد الشيوخ عن رخصة الإفطار في ذلك اليوم وبالفعل أجازوا للاعبين الفطار ومنهم من استجاب ومنهم من رفض ولكن لم يتدخل الألماني بوكير ، المدير الفني للفريق حينها في أي من قراراتنا".
وربما ساعدت الأجواء الرمضانية اللاعبين في تحقيق انسجاماً بينهم:"كنا نجتمع في الفندق للصلاة وقراءة القرأن والجلوس مع اللاعبين الكبار الذين كان يشددوا لنا على أهمية المباراة وكنا نتدرب بجدية في الصيام ولم نفطر في أي من هذه التدريبات فكانت واحدة قبل الفطار وأخرى قوية مساءً".
ويبدو أن واقعة منتصف الشوطين كانت لا تُنسى؛ حيث أضاف محمد عبد الله:"أكلنا علقة موت افتعلوا معنا المشاكل لتشيت انتباهنا فتحولت لمشاجرة معهم مما دفع سليم شيبوب، رئيس نادي الترجي حينها وإبراهيم عثمان رئيس نادينا للاجتماع بنا حتى وافقنا على استكمال الشوط الثاني وسجل محمد محسن أبو جريشة الهدف الثالث لنا وتأهلنا للنهائي بسداسية مقابل هدفين".
وأتم ظهير أيمن الإسماعيلي حينها حديثة ضاحكاً:"تم منحنا مكافأة 100 دولار عقب الفوز من المهندس إبراهيم عثمان وكان هذا شيئاً كبيراً حينها".